قصيدة: طهّرْ جنانكَ بالأذكار مكتوبة من روائع الشيخ البرعي

قصيدة: طهّرْ جنانكَ بالأذكار مكتوبة
من روائع الشيخ البرعي

طهّرْ جنانكَ بالأذكار مع فيكَ،،،وزل بها كل عيب كامن فيكَ
الذكر خير أنيس تستريح به ،،،وهو الذي بكؤوس الحب يُسقيكَ
الذكر خير من الإنفاق من ذهب ،،، ومن جهادٍ وعتقٍ عنه ناهيكَ
الذكر روضةُ خلدٍ فارتعنَّ بها ،،، واتركْ مجالسَ قومٍ عنه تُلهيكَ
الذكر يجلو قلوباً بالهوى صدِئتْ ،،، وخيرُ داعٍ إلى الرحمن داعيكَ
الذكر نورٌ مفاضٌ في السريرة منْ ،،،فيضِ الذي بَرَأ الأكوانَ يأتيكَ
وشرطه العارف الشيخ الذي كملتْ ،،،أخلاقه وبذكر الله يُحييكَ
يحميكَ من عائقٍ في السير منتصراً،على جنود الهوى والنفس هاتيكَ
يدعو إلى الله كل السالكين فكمْ ،،، لحضرة الهادي والمولى يَُرَقِّيكَ
فاصحبهُ ما عِشتَ في الدنيا بلا ضَجَرٍ،فإنما الغوثُ في الأخرى مُرَبِّيكَ
آخي الذي صدقت في الحب نيته ،،، لله لا لهوى نفسٍ يُؤاخيكَ
تَحلو إذا مَرّتِ الدنيا شمائله ،،، ذو عشرة لأولي الأرحام يُنسيكَ
جالسْ أولي الخير واستأثر مودتهم،،إن لم تجدهم فذكر الله يَكفيكَ
فالصالحون إذا جالستهم نفعوا بين الورى،،وجليس السوء يُؤذيكَ
وقفْ على قدم الآداب منكسراً ،،،مع التواضع لا تنسى مَسَاويكَ
رُدّ الحقوق لأهليها على عجلٍ ،،، حتى ولو أنّها كانت مَسَاويكَ
اعرفْ حقوقَ الذي يَعلوكَ منزلةً ،،،أو كان دونكَ أو أضحى مُساويكَ
واصبرْ على طاعة الرحمن تلقَ بها،كلَّ المواهب واصبرْ عن معاصيكَ
ولا تُردْ زينة الدنيا وزُخرُفَهَا ،،، فإنما هي من احدى بَلاويكَ
وخالف النفس والشيطان إنّهما ،،، أعدى عدوٍ سعى دهراً يُمنّيكَ
واحذر هوى النفس إنّ النفس آمِرَةٌ ،،،بالسوء واحذر الشيطان يُغويكَ
وعِشْ إذا جادتِ الأيام مقتصداً ،،، واعلم بأنّ كثيرَ المال يُطغيكَ
إنّ القناعة كنزٌ لا فناءَ لهُ ،،، عليكَ بالكنز بعد الفقرِ يُغنيكَ
لا تغضبنّ ولا تجهل على أحدٍ ،،، وارعَ المودة في خلٍّ يُواليكَ
ولا تشاحن ولا تغتبْ أخاكَ ودعْ ،،، نميمةً أفسدتْ إصلاح أهليكَ
ولا تكن حاسداً شخصاً على نعمٍ ،،، سَلِ الإله الذي أعطاه يُعطيكَ
ولا تُصاعر ولا تهجر أخاً أبداً ،،، فوق الثلاث وصالح من يُعاديكَ
اصحب خياراً وجالسْ بالأمانة منْ ،،، إليكَ أفضى بأسرارٍ يُناجيكَ
كن ناصحاً وأميناً غير ذي رِيَبٍ ،،، من غشنا ليس منّا قولُ هاديكَ
وعامل الناس بالإحسان محتسباً ،،، عسى بذلك ربّ العرش يَجزيكَ
أفْشِ السلامَ و لِنْ فيما تقولُ وصُمْ ،،، وكُلْ حلالاً وصَلِّ في دَيَاجيكَ
مولايَ إنكَ ذو حلم ومغفرةٍ ،،، وها أنا الجاني عبدٌ من مَوَاليكَ
قد عَاقني الدهر والأيام مدبرة ،،، وليس لي عملٌ أرجوه يُرضيكَ
لكنَّ ظنّي بكم يا ذا العُلا حَسَنٌ ،،، فاقبلْ معاذيرَ عبدٍ من مُحبّيكَ
وخُصّني بعظيم الفضل ثم ومنْ ،،، قد زارني وهو ذو محبةٍ فيكَ
ثم الصلاة مع التسليم ما هطلتْ ،،، سُحبٌ على منْ سرى ليلاً يُناجيكَ
والآلِ والصحبِ والأتباع ما تُليتْ ،،، طهّرْ جنانكَ بالأذكار مع فيكَ

هناك 3 تعليقات

  1. الله الله
    إبداع منقطع النظير
    علاج دائم ونصح بترقيب لترك التعلق بالدنيا بأسلوب فصيح وبسيط
    رحم الله الشيخ عبدالرحيم البرعي وطيب ثراه

    ردحذف
  2. قصيدة شملت كل الأوامر والنواهي التي تستقيم بها حياة المؤمن ومعظمها مأخوذة من الكتاب والسنة بل إذا أخذت أي بيت من هذه القصيدة يصلح أن يكون مشروع خطبة.....رحم الله من أنشدها ونظم أبياتها شيخنا الإنساني صاحب المليون قصيدة في حب المصطفى

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ موقع المديح النبوي 2015 ©