عبادة الليل غالبًا ما يتوفرُ فيها الإخلاص؛ لأن العبدَ يقوم في ظلمات الليل لا يراه أحدٌ؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فضلُ صلاة الليل على صلاة النهارِ، كفضل صدقة السِّرِّ على صدقةِ العلانية))
عبادة الليل أشقُّ على النفس، والمجاهدةُ تكون فيها أكثر؛ ولذلك يكون الأجرُ فيها أعظمَ؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]
من يُكثر القيام في الليل، وكان من الرجال، يزوِّجه اللهُ من الحور العين؛ تعويضًا له عن ترك الفراش الوثير والزوجة الحسناء، والتعبُّد لرب الأرض والسماء.
صحة جسم القائم، وصفاء رُوحه، وبهاء وجهه، قيل للحسن البصري - رحمه الله -: لِمَ كان المتهجدونُ أحسنَ الناس وجوها؟ قال: لأنهم خلَوْا بربهم فأعطاهم من نورِه.
الفتوحات الربانية، والتوفيقات الإلهية، والإلهامات الجلية تتمُّ بفضل قيام الليل؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
قال سري السقطي: الفوائدُ ترِدُ في ظُلَم الليل
وكم من عالم استغلق على فهمه مسألةٌ، فقام يناجي ربَّه في جوف الليل، ففتَح الله عليه، ويسَّر له ما كان مستعسرًا من قبل
يمتع الله - تعالى - القائمينَ الليل برؤية وجهِه الكريم يوم القيامة، قال الحسنُ البصري - رحمه الله -: "لو علم العابدون أنهم لا يرونَ ربهم، لذابوا".