اللامية للامام البوصيري
إلى متى أنت باللذات مشغول
وأنت على كل ما قدمت مسئول
في كل يوم ترجي إن تتوب غدا
وعقد عزمك بالتسويف محلول
إما يرى لك فيما سن من عمل
يوما نشاط وعما ساء تنكيل
فجرد العزم إن الموت صارمه
مجرد بيد الأجيال مسلول
واقطع حبال الأماني التي اتصلت
فأنها حبلها بالزور موصول
أنفقت عمرك في مال تحصله
وما على غير إثم منه محصول
ورحت تعمر دارا لا بقاء لها
وأنت عنها وان عمرت منقول
جاء النذير فشمر للمسير بلا
مهل فليس مع الإنذار تمهيل
وصن مشيبك عن فعل تشان به
فكل ذي صبوة بالشيب معذول
لا تنكرنه وفي الفودين قد طلعت
منه الثريا وفوق الرأس إكليل
فان أرواحنا مثل النجوم لها
من المنية تسيير وترحيل
وان طالعها منا وغاربها
جيل يمر ويأتي بعده جيل
حتى إذا بعث الله العباد إلى
يوم به الحكم بين الخلق مفصول
تبين الربح والخسران في أمم
تخالفت بينها فيها الأقاويل