أنـا دائمـا يـا نـور كـل مليـح * بين الكنـايـة فـيـك والتصـريـح
أبدي الهـوى طـورا وأكتم تــارة * ومـدامعـي تنبيــك عن تبـريـحي
أمـا الحشـاشة في هـواك فـإنني * أنفقتهـا في رغبـة التـرويـح
أنـا بين جسـم من صدودك نـاحل * شغفــا وقـلب بـالبعـاد جريـح
وأضـالع بالاصطبـار شحيحة وجدا * ودمع فيـك غير شحيـح
وأنـا الذي بيـن الحـواســد والعدا * مـا بين هجو في الهوى ومديـح
مقـل تسـح ولا تشـح فدمعهــا * مغنـي اللبيـب به عن التوضيـح
يـا أيــها البـدر الذي لمـا بدا * بالحسـن أخــرس نطق كـل فصيـح
لك وجنة هي في النـواظـر جنة * وجهنم في قلب كـل طـريــح
وترى العيـون جمـال وجهـك * مقبـلا فتضـج بالتهليـل والتسبيـح
أحمامة الـوادي قفي وتـرنمي * فعلى غرامـك ظاهـر التـرجيــح
لا الصبر للتضعيف مفتقـر ولا * ذا الشوق محتــاج الى التصحيـح
لمعت بروق الابرقيـن وقد جرت * أمطـار جفن بالبكـاء قريـح
وروى النسيـم لنـا أحاديث الحمـى * عـن "عرفج" عن "زرنب" عن "شيح"
حتى أهـاج بنـا الغـرام فيـالـه * في الحب مـن خبـر رواه صحيـح
بـاللـه بلـغ يـا نسيــم الريــح * عن شوقي وبــالغ يـانسيـم الريـح
واسـأل بلطـف منيتي عني ولا * تأتـي بـوجـه للمـلـح قبيــح
وانـعت له وجدي القديـم وصـف له * شغفي ومـا ألقى مـن التبـريـح
طفـح الغـرام علـي حتـى بالهـوى * صرحـت في حبـي لكـل مليــح
وكتمتـه لـمـا بدا لنـواظـري * نور الخبــاء وملـت للتلميــح
فـأنا الذي بهوى المليــح تعمـمـي * أبدا ومـن شـوقي لـه تـوشيــحـي
ليست هناك تعليقات