ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺻﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻟﻜﻞ ﺳﺎﻟﻚ في ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﻣﺮﻳﺪ ﻗﺎﺩﺭﻱ ﻭﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻣﺨﻪ
ﻭﺩﻣﺎﻏﻪ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﻤﺸﻌﻞ ﻳﻀﻲﺀ ﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ
ﻓﺎﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ :
.1 ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﻔﻆ ﻃﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﻟﺰﻭﻡ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﺣﻔﻆ
ﺣﺪﻭﺩﻩ
.2 ﻭﺇﻥ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ : ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻭﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،
ﻭﺑﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ، ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﻨﺪﻯ ، ﻭﻛﻒ ﺍﻷﺫﻯ ، ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻋﻦ ﻋﺜﺮﺍﺕ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
.3 ﻭﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻮ : ﺣﻔﻆ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣﻊ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ، ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻸﺻﺎﻏﺮ ، ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ، ﻭﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻻﺩﺧﺎﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ
ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻃﺒﻘﺘﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺜﻠﻚ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻤﻦ
ﻫﻮ ﻣﺜﻠﻚ
.4 ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ، ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ، ﻭﻣﻘﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ، ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ
.5 ﻭﺃﻭﺻﻴﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺒﺘﺪﺋﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﻞ ﺍﺑﺘﺪﺋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ
ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﺣﺸﻪ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻳﺆﻧﺴﻪ
.6 ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻥ ﺧﺼﺎﻝ :
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟـــﻰ : ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴــــﺔ : ﺍﻟﺮﺿـﺎ ﻭﻫﻲ ﻹﺳﺤﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜــــﺔ : ﺍﻟﺼـﺒﺮ ﻭﻫﻲ ﻷﻳـــﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌـــﺔ : ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﻟﺰﻛـــﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴـﺔ : ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺤﻴــﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ : ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﻫﻲ ﻵﺩﻡ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌـﺔ : ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻭﻫﻲ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨــﺔ : ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻲ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
.7 ﻭﺃﻭﺻﻴﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺼﺤﺐ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺰﺯ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺬﻟﻞ
. ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻹﺧﻼﺹ ﻭﻫﻮ : ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻻ
ﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﺳﻜﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭﻻ ﺗﻀﻴﻊ
ﺣﻘﻮﻕ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﺗﻜﺎﻻً ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻓﺮﺽ ﻟﻜﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﺎً ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺄﻗﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﻢ
ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻻﺯﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ
.8 ﻭﺍﻟﺰﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ : ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺤﺴﻦ
ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻭﺑﺴﺨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ
.9 ﻭﺃﻣﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻴﺎ ، ﻭﺇﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﺳﻌﻬﻢ ﺻﺪﺭﺍً
ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﺎً ﻭﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺩﻭﺍﻡ
ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ
.10 ﻭﺣﺴﺒﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎﻥ : ﺃﻭﻻً : ﺻﺤﺒﺔ ﻓﻘﻴﺮ ﻋﺎﺭﻑ ﺛﺎﻧﻴﺎً :
ﺧﺪﻣﺔ ﻭﻟﻲ ﻛﺎﻣﻞ
.11 ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﺘﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﻃﺮﻳﻘﻪ ﺟﺪ ﻛﻠﻪ ﻓﻼ ﻳﺨﺎﻟﻄﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺰﻝ
.12 ﻭﺟﺎﻧﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ . ﻓﻼ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻓﺎﻣﻨﻌﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﺯﺟﺮﻫﻢ
.13 ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺻﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻟﻜﻞ ﺳﺎﻟﻚ في ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﻣﺮﻳﺪ ﻗﺎﺩﺭﻱ ﻭﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻣﺨﻪ
ﻭﺩﻣﺎﻏﻪ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﻤﺸﻌﻞ ﻳﻀﻲﺀ ﻟﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ
ﻓﺎﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ :
.1 ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﻔﻆ ﻃﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﻟﺰﻭﻡ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﺣﻔﻆ
ﺣﺪﻭﺩﻩ
.2 ﻭﺇﻥ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ : ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻭﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،
ﻭﺑﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ، ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﻨﺪﻯ ، ﻭﻛﻒ ﺍﻷﺫﻯ ، ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ ﻋﻦ ﻋﺜﺮﺍﺕ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
.3 ﻭﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻮ : ﺣﻔﻆ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣﻊ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ، ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻸﺻﺎﻏﺮ ، ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ، ﻭﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻻﺩﺧﺎﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ
ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﻃﺒﻘﺘﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺜﻠﻚ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻤﻦ
ﻫﻮ ﻣﺜﻠﻚ
.4 ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ، ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ، ﻭﻣﻘﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ، ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ
.5 ﻭﺃﻭﺻﻴﻚ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺒﺘﺪﺋﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﻞ ﺍﺑﺘﺪﺋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ
ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﺣﺸﻪ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﻳﺆﻧﺴﻪ
.6 ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻥ ﺧﺼﺎﻝ :
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟـــﻰ : ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴــــﺔ : ﺍﻟﺮﺿـﺎ ﻭﻫﻲ ﻹﺳﺤﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜــــﺔ : ﺍﻟﺼـﺒﺮ ﻭﻫﻲ ﻷﻳـــﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌـــﺔ : ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﻟﺰﻛـــﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴـﺔ : ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺤﻴــﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ : ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﻫﻲ ﻵﺩﻡ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌـﺔ : ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻭﻫﻲ ﻟﻌﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
• ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨــﺔ : ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻲ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
.7 ﻭﺃﻭﺻﻴﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺼﺤﺐ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺰﺯ ، ﻭﻻ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺬﻟﻞ
. ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻹﺧﻼﺹ ﻭﻫﻮ : ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻻ
ﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﺳﻜﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻭﻻ ﺗﻀﻴﻊ
ﺣﻘﻮﻕ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﺗﻜﺎﻻً ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻓﺮﺽ ﻟﻜﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﺣﻘﻮﻗﺎً ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺄﻗﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻬﻢ
ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻻﺯﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ
.8 ﻭﺍﻟﺰﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ : ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﺤﺴﻦ
ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻭﺑﺴﺨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ
.9 ﻭﺃﻣﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻴﺎ ، ﻭﺇﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭﺳﻌﻬﻢ ﺻﺪﺭﺍً
ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﺎً ﻭﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺩﻭﺍﻡ
ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﻩ
.10 ﻭﺣﺴﺒﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎﻥ : ﺃﻭﻻً : ﺻﺤﺒﺔ ﻓﻘﻴﺮ ﻋﺎﺭﻑ ﺛﺎﻧﻴﺎً :
ﺧﺪﻣﺔ ﻭﻟﻲ ﻛﺎﻣﻞ
.11 ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﺘﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻭﻃﺮﻳﻘﻪ ﺟﺪ ﻛﻠﻪ ﻓﻼ ﻳﺨﺎﻟﻄﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺰﻝ
.12 ﻭﺟﺎﻧﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ . ﻓﻼ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻓﺎﻣﻨﻌﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﺯﺟﺮﻫﻢ
.13 ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ليست هناك تعليقات