تعريف أهل السنة والجماعة:

أن أهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقد أي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول :"الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره".
وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره،
وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره :"أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفيه قوله :"عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بُحبُوحة الجنة فليلزم الجماعةَ" صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح،
وهم المرادون أيضًا بالجماعة الواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية :"وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة". والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاث لا يُغَل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لوليّ الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءَهم". قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن.
فإن الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في أصول الاعتقاد، وإنما سموا بالأشاعرة نسبة للإمام الجليل أبي الحسن الأشعري، وسموا بالماتريدية نسبة للإمام أبي منصور الماتريدي رضي الله عنهما . كما سمي أتباع الشافعي بالشافعية، وأتباع أبي حنيفة بالحنفية ، وأتباع مالك بالمالكية وأتباع أحمد بن حنبل بالحنابلة، وكلٌّ أهل السنة والجماعة وفي أصول العقائد متحدون.
قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة:54}
أخرج الحافظ ابن عساكر فى تبيين كذب المفترى والحاكم فى المستدرك " لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هم قومك يا أبا موسى) وأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي موسى الأشعري" اهـ. وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ورواه الإمام الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم كذلك، وابن سعد في طبقاته والطبراني في معجمه الكبير وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجالُه رجالُ الصحيح.
قال القشيرى: فأتباع أبى الحسن الأشعرى من قومه لأن كل موضع أضيف فيه قوم إلى نبي أريد به الأتباع، قاله القرطبى فى تفسيره (ج6/220) .
وقال البيهقى: وذلك لما وجد فيه من الفضيلة الجليلة والمرتبة الشريفة للإمام أبى الحسن الأشعرى رضى الله عنه فهو من قوم أبى موسى وأولاده الذين أوتوا العلم ورزقوا الفهم مخصوصاً من بينهم بتقوية السنة وقمع البدعة بإظهار الحجة ورد الشبهة ".ذكره ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري.)
وذكر الإمام البخاري في صحيحه باب " قدوم الأشعريّين وأهل اليمن وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم هم منّي وأنا منهم" اهـ
((((جمهور الأئمة هم من الاشاعرة ))))
يكفي لبيان فضل الإمام الأشعري أن على مذهبه في الإعتقاد علماء مئات الملايين من المسلمين في الشرق والغرب تدريسًا وتعليمًا، ويشهد بذلك الواقع المشاهد، ويكفي أيضاً لبيان حقّية مذهبه في الإعتقاد كون هؤلاء الحفاظ الذين هم رءوس أهل الحديث الحافظ أبو بكر الإسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري، ثم الحافظ العَلَم المشهور أبو بكر البيهقي، ثم الحافظ الذي وُصف بأنه أفضل المحدثين بالشام في زمانه ابن عساكر أشاعرة، كان كل واحد من هؤلاء عَلَمًا في الحديث في زمانه ثم جاء من هو على هذا المنوال الحافظ الموصوف بأنه أمير المؤمنين في الحديث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني .
فمن حقّق عرف أن الأشاعرة هم فرسان ميادين العلم والحديث وفرسان ميادين الجهاد والسنان، ويكفي أن منهم:
الإمام أبو الحسن الباهلي.
الإمام أبو إسحاق الإسفراييني.
الحافظ ابو نعيم الأصبهاني.
القاضي عبد الوهاب المالكي.
الشيخ أبو محمد الجويني.
إمام الحرمين أبو المعالي الجويني.
امام أبو منصور التميمي البغدادي.
الحافظ الدارقطني.
الحافظ الخطيب البغدادي.
الحافظ أبو بكر البيهقي.
الحافظ ابن حجر العسقلاني.
الحافظ أبو بكر الإسماعيلي.
الإمام أبو القاسم القشيري.
الإمام أبو نصر القشيري.
الإمام أبو إسحاق الشيرازي.
الإمام نصر المقدسي.
الإمام الفراوي.
الإمام أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي.
قاضي القضاة الدامغاني الحنفي.
أبو الوليد الباجي المالكي.
الحافظ أبو القاسم ابن عساكر.
الإمام ابن السمعاني.
الحافظ السلفي.
القاضي عياض.
الإمام النووي.
الإمام فخر الدين الرازي.
الإمام العز بن عبد السلام.
الإمام ابو عمرو بن الحاجب المالكي.
الإمام ابن دقيق العيد.
الإمام علاء الدين الباجي.
الحافظ ابن حبان.
قاضي القضاة تقي الدين السبكي.
الحافظ العلائي.
الحافظ زين الدين العراقي.
الحافظ ولي الدين العراقي.
خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي.
الإمام زكريا الأنصاري.
الإمام ف عابدين الحنفي.
الإمام أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة.
القاضي ابن فرحون المالكي.
القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
الإمام القرطبي.
الإمام ابن الجوزي الحنبلي.
الحافظ ابن فورك.
الإمام أبو حامد الغزالي.
الإمام أبو الفتح الشهرستاني.
الإمام أبو بكر الشاشي القفال.
الإمام أبو علي الدقاق النيسابوري صاحب المستدرك.
الإمام محمد بن منصور الهدهدي.
الإمام أبو عبد الله محمد السنوسي.
الإمام علوي بن طاهر الحضرمي الحداد.
الفقيه الحبيب بن حسين بلفقيه.
المفسر محمد بن علان الصديقي الشافعي.
السلطان العالم العادل المجاهد صلاح الدين الأيوبي.
السلطان المجاهد الكبير قلاوون.
السلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية وجميع سلاطين بني عثمان الذين ذبوا عن عقيدة المسلمين وحموا حمى الملة قرونًا متتالية رحمهم الله تعالى .

قصيدة عقدت النية اشيل الراية الحفيانية

ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﻭﻣﺎ ﺑﺘﻨﺤﻞ ﻋﻘﻴﺪﺗﻲ ﻗﻮﻳﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻋﺸﻴﻪ ﺑﺨﺪﻡ ﻏﺮﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺑﻌﺪ ﻓﺮّﻳﺘﺎ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﺰّﻳﺘﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻃﺎﻟﻊ ﺯﻳﻘﺎ، ﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﺧﻴﻄﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
***
ﻃﻴﺐ ﻋﻮﺩﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻴﻠﻲ ﺩﻗﻮﺍ ﻋﻘﻮﺩﺍ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻠﻰ ﺑﻠﻮﺩﺍ ﺗﺒﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﻪ ﻭﺍﻟﻤﻬﺪﻭﺩﻩ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻓﺮّﻭﺍ ﻗﻤﺎﺷﻪ، ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻠﻪ ﻣﻮﻫﻮ ﺩﺷﺎﺷﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻣﻬﺒﺖ ﻋﺎﺷﺎ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ ﺑﺼﺮﻓﻮﺍ ﻣﻌﺎﺷﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
***
ﺃﺧﻀﺮ ﻟﻮﻧﺎ، ﻣﻴّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﺯﻳﺘﻮﻧﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺍﻟﺤﺎﻓﻲ ﺃﺑﻮﻱ ﻣﺎ ﺧﺘّﻢ ﻣﺎﺭﻛﺘﻮ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻧﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻓﺘّﺢ ﻟﻮﺯﺍ ﻗﻄﻨﻲ ﺳﻮّﻭﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﺯﻩ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺩﻭﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺯﻩ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺤﺎﻓﻲ ﺩﻭّﺭ ﻛﻮﺯﺍ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
***
ﻧﺼﻴﺮﺗﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ، ﻳﺎﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﻪ ﺣﻘﻴﻘﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺗﺸﻴﻼ ﻫﺎﻳﻤﻴﻦ ﺑﺠﻤﺎﻻ ﻭﺯﻳﻘﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺩﺭ ﻧﺘﻔﺎﺷﺎ، ﺳﻤﻨّﺎ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻣﻮﻫﻮ ﻏﺒﺎﺷﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺟﺪﺏ ﺍﻟﺸﺎﺷﻪ ﺍﻟﻤﻮ ﺷﺎﻳﻔﻨﺎ ﻋﻨﺪﻭ ﻃﺸﺎﺷﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
***
ﺳﺮﻳﻊ ﺍﺯﻋﺎﻓﺎ، ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﻪ ﻭﺍﻟﻜﺸّﺎﻓﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﺠﻴﺐ ﺃﻭﺻﺎﻓﺎ، ﻳﺎﻃﺎﺑﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺩﻗﻮﺍ ﻧﺤﺎﺳﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﺑﻮﻟﻊ ﻣﺎﺳﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻟﻤّﺖ ﻧﺎﺱ، ﻭﺟﺎﺕ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻓُﺮّﺍﺳﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
***
ﻋﻠﻦ ﺻﻴﺤﺎﺗﺎ ﻭﻓﻮﻕ ﻃﺎﺭﺍﺗﺎ ﺟﻦ ﻧﻮﺑﺎﺗﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻳﺎﻟﻬﻤﺒﺎﺗﻪ ﺿﺎﻳﻘﻴﻦ ﺳﻜﺮﺍ ﻭﺷﺮﺑﺎﺗﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻳﺪﻱ ﻳﺎﻟﺤﻔﻴﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭﻙ ﻟﻲ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻋﺸﻴﻪ ﺩﻓﺘﺮ ﺷﻴﻜﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻫﻴﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
***
ﻣﺎ ﻫﻤّﺎﻧﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺎﻓﻲ ﺃﺑﻮﻱ ﺳﺮّﺍﻧﺎ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺩﺍﻧﺎ ﻭﺧﻴﺮﻙ ﻓﺮّﺡ ﺍﻟﺤﺒّﺎﻧﻪ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻣﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩﻩ ﺻﻼﺗﻲ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻣﻐﻠﻮﺩﺍ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻛﺒﺎﻳﻦ ﺟﻮﺩﺍ ﻳﺎﻟﺴﻤﺎﻧﻲ ﺗﺄﺧﺪ ﻏﻮﺩﺍ، ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ
ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﻪ ﺃﺷﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺎﻧﻴﻪ ﺟﻴﻼﻧﻴﻪ

الدهر دهرنا (للسمانية)

الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
تبعــنا أثرنا طــــــريق سمــــان سلكنا وســــــــرنا السمــــــــانية
سفر بالليل ركابو عصرنا جهاد في الله المولى نصرنا السمـــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
رفعنا بصرنا فوق لــــوح السعــــــادة نظـــــرنا السمــــــــــــانية
للسر القميس فسرنا أبونا الغوث والعصر عُصرنا السمـــــــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
ربنا بالولاية شهرنا للتأليف والحكمـــــة نشـــــــــرنا السمـــــانية
علي السمان سندنا ظهرنا ملوك في الكون كذب اليقهرنا السمانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
عصرنا بِكرنا حسينا الكــــــــوب شربنا سكـــــرنا السمــــــــانية
عطرنا الزمان بعطرنا خيـــار الناس تذكر بذكـــــرنا السمــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
شتلنا شجرنا عزيز تيرابنا وحـــــــالي تمـــــــرنا السمــــــــــانية
الوثنية الضاقوا ثمرنا سلكوا طريقنا وتبعــــوا أثرنا السمـــــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
حرثنا حفـــرنا وللـــــــــزاد الكــــــثير وفـــــــرنا السمــــــــــانية
جميع الكون محروس بخفرنا يرجح بالقبــيلة نفـرنا السمــــــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
فوق درب الطريق شمرنا ولإرشـــــاد فنينا عمــــرنا السمـــــانية
وشهوات النفوس دمرنا وللبلد الخـــــرب عمـــــــرنا السمـــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
من السلفو ما قصـــــرنا وفي الـــبلد الـــبعيد مسرنا السمــــــــــانية
لأصنام الكجور كســـــرنا وفي قلوب العجم أثــــــرنا السمــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
شحنا قطرنا مشينـا الخطـــــوة وبفــــوق طــــــرنا السمــــــــانية
جميع الكون حاويه بحرنا وكل الناس تزرع في مطرنا السمــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
سياحة وفرة إتوكرنا وفوق رأس الجبال كـركـــرنا السمــــــــانية
دخلنا الغار لوينا حكرنا وباسم الجــــــلالة ذكــــرنا السمـــــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
الصلاة والسلام تنصرنا وتسعـدنا وتزيد في عمـــرنا السمـــــانية
ود داتر نظم لشعرنا فرشنا تجارة وغالي سعـــرنا السمـــــــــانية
الدهر دهرنا نقيم الليل نشـــرب في بحـــرنا السمــانية
اللهم صلي وسلم على سييدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة دائمة مستمره بدوامك يا الله

يوم عرفة

يوﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ. ﻓﻴﻪﻳﻘﻒ ﺍﻟﺤُﺠّﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺷﺮﻕ ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﺎﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 22 ﻛﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔﻋﺮﻓﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﻴﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻫﻤﺎ؛ ﺃﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺘﻘﻰﻣﻊ ﺣﻮﺍﺀ ﻭﺗﻌﺎﺭﻓﺎ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻤﻲﺑﻌﺮﻓﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻃﺎﻑ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺮﻳﻪ ﻣﺸﺎﻫﺪﻭﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ: " ﺃﻋﺮﻓﺖ ﺃﻋﺮﻓﺖ؟ " ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: " ﻋﺮﻓﺖﻋﺮﻓﺖ " ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻤﻴﺖ ﻋﺮﻓﺔ.ﻣﻊ ﺷﺮﻭﻕ ﺷﻤﺲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺫﻱﺍﻟﺤﺠﺔ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﻰ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎً ﺇﻟﻰﻋﺮﻓﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺟﺰﺀ ﻣﻦﺃﺟﺰﺍﺀ ﻋﺮﻓﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺃﻭ ﺭﺍﻛﺒﺎًﺃﻭ ﻣﻀﻄﺠﻌﺎً، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺤﺎﺝﺩﺍﺧﻞ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻔﺪ ﺑﻄﻞ ﺣَﺠُّﻪ، ﻳﻌﺪﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﺃﻫﻢ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥﺍﻟﺤﺞ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ : « ﺍﻟﺤﺞﻋﺮﻓﺔ ﻓﻤﻦ ﺟﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔﺟﻤﻊ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺣﺠﻪ » . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦﻓﻀﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﻬﺎ : ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: « ﺇﻥﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺎﻫﻲ ﺑﺄﻫﻞ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺟﺎﺀﻭﻧﻲ ﺷﻌﺜﺎً ﻏﺒﺮﺍً »، ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺗﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: « ﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺪﻧﻮ ﻳﺘﺠﻠﻰ، ﺛﻢ ﻳﺒﺎﻫﻲﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻫﺆﻻﺀ؟ ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻣﻼﺋﻜﺘﻲ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻬﻢ

من هو الامام الشعراني

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول اما ببعد لما اكثر الجهلاء التحدث عن سيدى الشعرانى ونسبوا له ما لم يثبت عنه أردنا أن نعّرف الامة به وبمكانته العلمية السامقة التى لا يدانيها كل ادعياء التوحيد المتمشيخة المتمسلفة ولو جمعوا على صعيد واحد وبقول العلماء والمحققين بوجود تحريف فى كتبه واليك :
هو أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري المشهور بـالشعراني، العالم الزاهد، الفقيه المحدث، المصري الشافعي الشاذلي الصوفي. يسمونه الصوفية بـ "القطب الرباني". (898 هـ - 973 هـ). نسبه
عرف الشعراني بنفسه في كتابه لطائف المنن، فقال: «فإني بحمد الله تعالى عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن زوفا، ابن الشيخ موسى المكنى في بلاد البهنسا بأبي العمران، جدي السادس ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان فاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمد بن موسى بن السيد محمـد بن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب».
اما مايورده البعض منسوباً لطبقات الشعرانى عندنا كله مكذوب مردود لعدة وجوهوقبل تعدادها إعلم أن طبقات الشعرانى ليست خاصة بالمتصوفة فهى عن الصالحين فى الامة عامة وافتتحها بسيدنا ابوبكر الصديق رضى الله عنهوجملة من الصحابة والتابعين وتابعيهم والائمة الاربعة مالك والشافعى واحمد وابو حنبفة رضى الله عنهم اجمعين فليس الكتاب خاصا بالسادة الصوفية انما كثر ذكر مشائخ الصوفية فيه لموافقة احوالهم أحوال هولاء الأماجد الأفاضل فأفهم ، واليك وجوه رد ما يتشدق به المتنطع وينسبه زورا لسيدى الشعرانى :
1/ ان نسخ كتاب الطبقات الشعرانيه الذى تُنقل عنه هذه الترهات غير محقق بمعنى لم تتم مقارنته مع مخطوطه صحيحة النسبة الى الشيخ الشعرانى ليتبين ما قاله من الذى لم يقله وهو مدسوس عليه وما لم يُحقق لا تصح نسبته له عند اهل الحق والإنصاف العقلاء ولا أظن من يتقول على سيدى الشعرانى منهم بل هو للجهل أقرب وبه أليق .
2/ أن ما أوردت من قصص وخرافات لا تتناسب وموضوع الكتاب فقد قال سيدى العلامة العارف بالله الشعرانى فى مقدمة الطبقات الذى نسبت خرافاتك اليها :فهذا كتاب لخصت فيه طبقات جماعة من الأولياء الذي يقتدي بهم في طريق الله عز وجل من الصحابة والتابعين إلى آخر القرن التاسع وبعض العاشر، ومقصـــــــــــــــــودي بتـــــــــــــــــأليـــــــــــــــــــفه فقه طريق القوم في التصوف من آداب المقامات والأحوال لا غير .إنتهى ، قلت فأين ما تنسبه للشعرانى من هذه المقدمه وهل التعرى والالفاظ البذيئة التى تنسبها لطبقات الشعرانى تتناسب وهذا المقصد كأن تعد منقبة للولى أن تصلح للإقتداء ؟؟ فافهم ولا يغرنك المنتطعين .
وقال الشعرانى ايضا فى مقدمة الطبقات: ولم أذكر من كلامهم إلا عيونه وجواهره دون ما شاركهم غيرهم فيه مما هو مسطور في كتب أئمة الشريعة، وكذلك لا أذكر من أحوالهم في بداياتهم إلا ما كان منشطاً للمريدين كشدة الجوع والسهر ومحبة الخمول وعدم الشهرة، ونحو ذلك أو كان يدل على تعظيم الشريعة دفعاً لمن يتوهم في القوم أم رفضوا شيئاً من الشريعة حين تصوفوا كما صرح به ابن الجوزي في الغزالي بل في حق الجنيد، والشبلي، فقال في حقهم: ولعمري لقد طوى هؤلاء بساط الشريعة طياً، فيا ليتهم لم يتصوفوا ........ الى ان قال : ثم إن أكثر من يقع في الغلط في ذلك المؤلفون لكتب الرقائق من المتصوفين الذين لم يذوقوا مقامات الطريق فينقلون عن الولي كل ما بلغهم عنه ، ولا يعرفون الفرق بين ما قاله ذلك الولي في بدايته أو وسطه أو نهايته ، ويسمون كل ما لم يذوقوه في الطريق مقاماً للكمل ، فإذا طالع الكامل في كتبهم : أي أولئك المؤلفين عرف جهلهم ، ولو أن هؤلاء المؤلفين ذاقوا مقامات الطريق لم يذكروا عن الولي من مناقبه إلا ما عمله وقاله في حال نهايته ، لأن هذا هو الذي يصلح أن يكون منقبة له كما فعلت أنا ذلك في كتاب طبقات العلماء والصوفية ، فلم أذكر عن أحد منهم إلا ما قاله أو عمله حال نهايته...................................................... وقال عن شرط نقله : وسلكت في هذه الطبقات نحو مسلك المحدثين، وهو أن ما كان من الحكايات والأقوال في الكتب المسندة كرسالة القشيري والحيلة لأبي نعيم، وصرح صاحبه بصحة سنده أذكره بصيغة الجزم،وكذلك ما ذكره بعض المشايخ المكملين في سياق الاستدلال على أحكام الطريق أذكره بصيغة الجزم لأن استدلاله به دليل على صحة سنده عنده، وما خلا عن هذين الطريقين، فأذكره بصيغة التمريض كيحكى ويروى، ثم لا يخفى أن حكم ما في كتب القوم كعوارف المعارف، ونحوه حكم صحيح السند، فأذكره بصيغة الجزم كما يقول العلماء: قال في شرح المهذب: كذا قال في شرح الروضة: كذا ونحو ذلك . انتهى ، والكذب على سيدى الشعرانى قديم منذ حياته ولقد أوضح ذلك في كتابه لطائف المنن والأخلاق فقال (ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به عليَّ، صبري على الحسدة والأعداء، لما دسوا في كتبي كلاماً يخالف ظاهر الشريعة، وصاروا يستفتون عليَّ زوراً وبهتاناً، ومكاتبتهم فيَّ لِبابِ السلطان، ونحو ذلك. إِعلم يا أخي أن أول ابتلاء وقع لي في مصر من نحو هذا النوع، أنني لما حججْتُ سنة سبع وأربعين وتسعمائة، زَوَّر عليَّ جماعة مسألة فيها خرق لإِجماع الأئمة الأربعة، وهو أنني أفتيتُ بعض الناس بتقديم الصلاة عن وقتها إِذا كان وراء العبد حاجة، قالوا: وشاع ذلك في الحج، وأرسل بعض الأعداء مكاتبات بذلك إِلى مصر من الجبل، فلما وصلتُ إلى مصر، حصل في مِصْرَ رَجٍّ عظيم، حتى وصل ذلك إِلى إِقليم الغربية والشرقية والصعيد وأكابر الدولة بمصر، فحصل لأصحابي غاية الضرر، فما رجعتُ إِلى مصر إِلا وأجد غالب الناس ينظر إِليَّ شذراً، فقلت: ما بال الناس ؟ فأخبروني بالمكاتبات التي جاءتهم من مكة، فلا يعلم عدد من اغتابني، ولاث بعرضي إِلا الله عز وجل.
ثم إِني لما صنفت كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود، وكتب عليه علماء المذاهب الأربعة بمصر، وتسارع الناس لكتابته، فكتبوا منه نحو أربعين نسخة، غار من ذلك الحسدةُ، فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي، واستعاروا منه نسخته، وكتبوا لهم منها بعض كراريس، ودسوا فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإِجماع المسلمين، وحكايات وسخريات عن جحا، وابن الراوندي، وسبكوا ذلك في غضون الكتاب في مواضع كثيرة، حتى كأنهم المؤلف، ثم أخذوا تلك الكراريس، وأرسلوها إِلى سوق الكتبِيِّين في يوم السوق، وهو مجمع طلبة العلم، فنظروا في تلك الكراريس، ورأوا اسمي عليها، فاشتراها من لا يخشى الله تعالى، ثم دار بها على علماء جامع الأزهر، ممن كان كتب على الكتاب ومن لم يكتب، فأوقع ذلك فتنة كبيرة، ومكث الناس يلوثون بي في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة، وأنا لا أشعر. وانتصر لي الشيخ ناصر الدين اللقاني، وشيخ الإِسلام الحنبلي، والشيخ شهاب الدين بن الجلبي، كل ذلك وأنا لا أشعر، فأرسل لي شخص من المحبين بالجامع الأزهر، وأخبرَني الخبرَ فأرسلت نسختي التي عليها خطوط العلماء، فنظروا فيها، فلم يجدوا فيها شيئاً مما دسه هؤلاء الحسدة، فسبُّوا من فعل ذلك، وهو معروف.
وأعرفُ بعض جماعة من المتهوِّرين، يعتقدون فيَّ السوء إِلى وقتي هذا، وهذا بناء على ما سمعوه أولاً من أُولئك الحسدة، ثم إِن بعض الحسدة، جمع تلك المسائل التي دُسَّت في تلك الكراريس وجعلها عنده، وصار كلما سمع أحداً يكرهني، يقول له: إِن عندي بعض مسائل تتعلق بفلان، فإِن احتجت إِلى شيء منها أطلعتك عليه، ثم صار يعطي بعض المسائل لحاسد بعد حاسد إِلى وقتي هذا، ويستفتون عليَّ وأنا لا أشعر، فلما شعرتُ، أرسلت لجميع علماء الأزهر أنني أنا المقصود بهذه الأسئلة، وهي مفتراة عليَّ، فامتنع العلماء من الكتابة عليها)[كتاب "لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج2. ص190ـ191]. وقال أيضاً ـ الإمام الشعراني ـ (وكذلك دسوا عليَّ أنا في كتابي المسمى بالبحر المورود جملةً من العقائد الزائغة، وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين، وأنا بريء منها كما بَيَّنْتُ في خطبة الكتاب لمَّا غيرتها، وكان العلماء كتبوا عليه وأجازوه، فما سكنت الفتنة حتى أرسلت إِليهم النسخة التي عليها خطوطهم) ["اليواقيت والجواهر" ج1. ص8].
وقد أكد ذلك وذكره المؤرخ الكبير عبد الحي بن العماد الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه شذرات الذهب في أخبار من ذهب ترجمة الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى وبعد أن أثنى عليه، وذكر مؤلفاته الكثيرة، وأثنى عليها أيضاً قال فيه (وحسده طوائف فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع، وعقائد زائغة، ومسائل تخالف الإِجماع، وأقاموا عليه القيامة، وشنَّعوا وسبُّوا، ورموه بكل عظيمة، فخذلهم الله، وأظهره الله عليهم وكان مواظباً على السنة، ومبالغاً في الورع، مُؤثِراً ذوي الفاقة على نفسه حتى بملبوسه، متحملاً للأذى، موزعاً أوقاته على العبادة ؛ ما بين تصنيفٍ وتسليكٍ وإِفادة.. وكان يُسمَعُ لزاويته دوي كدوي النحل ليلاً ونهاراً، وكان يحيي ليلة الجمعة بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يزل مقيماً على ذلك، معظَّماً في صدور الصدور، إِلى أن نقله الله تعالى إِلى دار كرامته) ["شذرات الذهب في أخبار من ذهب" للمؤرخ الفقيه الأديب عبد الحي الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ. ج8. ص374].
ومن أمثلة الدس على الأئمة والعلماء : 1/ الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد دُسَّ عليه كتاب نهج البلاغة أو أكثره، فقد ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة علي بن الحسين الشريف المرتضى أنه: (هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومَنْ طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنَفَس القرشيين الصحابة، وبنَفَس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب أكثره باطل) [ميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص124].
انتهى بحروفه
2/ يقول ابن الفراء في طبقاته نقلاً عن أبي بكر المروزي ومسدد وحرب إِنهم قد رووا الكثير من المسائل، ونسبوها للإِمام أحمد بن حنبل.. وبعد أن يفيض في ذكر هذه المسائل يقول:
(رجلان صالحان بُليا بأصحاب سوء: جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل، أما جعفر الصادق فقد نسبت إِليه أقوال كثيرة، دونت في فقه الشيعة الإِمامية على أنها له، وهو بريء منها. وأما الإِمام أحمد، فقد نسب إِليه بعض الحنابلة آراء في العقائد لم يقل بها) [التصوف الإِسلامي والإِمام الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص82].
3/ قال الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه اليواقيت والجواهر (وقد دسَّ الزنادقة تحت وسادة الإِمام أحمد بن حنبل في مرض موته، عقائد زائغة، ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الاعتقاد، لافتتنوا بما وجوده تحت وسادته) [اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني ج1. ص8].
4/ ذكر الشيخ مجد الدين الفيروز أبادي صاحب القاموس في اللغة: أن بعض الملاحدة صنف كتاباً في تنقيص الإِمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأضافه إِليه، ثم أوصله إِلى الشيخ جمال الدين بن الخياط اليمني، فشنَّع على الشيخ أشد التشنيع، فأرسل إِليه الشيخ مجد الدين يقول له (إِني معتقد في الإِمام أبي حنيفة غاية الاعتقاد، وصنفت في مناقبه كتاباً حافلاً وبالغتُ في تعظيمه إِلى الغاية، فأحرِقْ هذا الكتاب الذي عندك، أو اغسله، فإِنه كذب وافتراء عليَّ) [لطائف المنن والأخلاق للشعراني ج1. ص127].
فنخلص من مقدمته هذه ونتيقن أن امثال ما تنقل من الترهات ليست من نقل السيد الشعرانى لأنها ليست مما يستفيد منه المريد أو يقتدى به أو يعد منقبة للولى المُترجم له والذى نراه أن هذه المدسوسات من فعل الوهابية ليشوهوا سمعت التصوف الا ان ترهاتهم هذه لا يغتر بها الا كل بليد الذهن جاهل بحال الامام الهمام العارف بالله سيدى عبد الوهاب الشعرانى وبمكانته العلمية فى المعرفة الشرعيه فهو أحد أعلام زمانه فى العلوم الشرعية ومن قرأ كتابه الميزان الكبرى يعلم مدى تمكنه فيها واليك رابط تحميل كتاب الميزان الكبرى وقد أورد فيه السيد الشعرانى فى كل مسألة فقهية أقوال المذاهب فيها فربما اورد فى المسألة الواحدة اراء سبعة من مذاهب العلماء :http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=28650
مولده ونشأته
ولد الشعراني في قلقشندة في مصر يوم 27 رمضان سنة 898 هـ، ثم انتقل إلى ساقية أبي شعرة من قرى المنوفية، وإليها نسبته، فيقال: الشعراني، والشعراوي. نشأ يتيم الأبوين؛ إذ مات أبوه وهو طفل صغير، ومع ذلك ظهرت عليه علامة النجابة ومخايل الرئاسة، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنين، وواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها، وقد كان يتلو القرآن كله في ركعة واحدة قبل بلوغ سن الرشد [1] ثم حفظ متون العلم، كأبي شجاع في فقه الشافعية، و الآجرومية في النحو، وقد درسهما على يد أخيه عبد القادر الذي كفله بعد أبيه. ثم انتقل إلى القاهرة سنة 911 هـ، وعمره إذا ذاك ثنتا عشرة سنة، فأقام في جامع أبي العباس الغمري وحفظ عدة متون منها:
• كتاب المنهاج للنووي.
• ألفية ابن مالك.
• التوضيح لابن هشام.
• جمع الجوامع.
• ألفية العراقي للحافظ العراقي.
• تلخيص المفتاح.
• الشاطبية.
• قواعد ابن هشام.
عرض ما حفظ على مشايخ عصره. لبث في مسجد الغمري يُعَلـِّم ويتعلم سبعة عشر عاماً، ثم انتقل إلى مدرسة أم خوند، وفي تلك المدرسة بزغ نجمه وتألق. حبب إليه علم الحديث فلزم الاشتغال به والأخذ عن أهله، وقد سلك طريق التصوف وجاهد نفسه بعد تمكنه في العلوم العربية والشرعية.
شيوخه
أفاض الشعراني في ذكر شيوخه في كتبه، وبين مدى إجلاله لهم خاصة في كتابه "الطبقات الكبرى" ، وذكر بأنهم نحو خمسين شيخاً منهم:
مشايخ العلم
• أمين الدين الإمام والمحدث بجامع الغمري.
• شمس الدين الدواخلي.
• شمس الدين السمانودي.
• الإمام شهاب الدين المسيري.
• نور الدين المحلي.
• نور الدين الجارحي المدرس بجامع الغمري.
• نور الدين السنهوري الضرير الإمام بجامع الأزهر.
• ملا علي العجمي.
• جمال الدين الصاني.
• عيسى الأخنائي.
• شمس الدين الديروطي.
• شمس الدين الدمياطي الواعظ.
• شهاب الدين القسطلاني.
• صلاح الدين القليوبي.
• نور الدين بن ناصر.
• نور الدين الأشموني.
• سعد الدين الذهبي.
• برهان الدين القلقشندي.
• شهاب الدين الحنبلي.
• زكريا الأنصاري.
• شهاب الدين الرملي.
• جلال الدين السيوطي.
• ناصر الدين اللقاني.
مشايخ الصوفية
• علي المرصفي.
• محمد الشناوي.
• علي الخواص.
مؤلفاته
عاش الشعراني 75 عاماً وقد ذكر أنه خلف فيها 300 كتاب في موضاعات شتى [2]، منها:
1/ الفتح المبين في جملة من أسرار الدين.
2/ الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية.
3/ الكوكب الشاهق في الفرق بين المريد الصادق وغير الصادق.
4/ البحر المورود في المواثيق والعهود.
5/ البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير.
6/ الطبقات الصغرى.
7/ الطبقات الكبرى المسماة بـ(لواقح الأنوار في طبقات الأخيار).
8/ الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية.
9/ الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية.
4/ الطبقات الوسطى.
5/ الدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة، وهو موسوعة في علوم القرآن، والفقه وأصوله، والدين، والنحو، والبلاغة، والتصوف.
6/ كشف الغمة عن جميع الأمة، في الفقه على المذاهب الأربعة.
7/ لطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق، وهي (المنن الكبرى). في التصوف والأخلاق الإسلامية.
8/ لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية.
9/ المختار من الأنوار في صحبة الأخيار.
10/ مختصر الألفية لابن مالك، في النحو.
11/ مختصر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (تذكرة القرطبي).
12/ مختصر تذكرة الإمام السويدي في الطب.
13/ تذكرة شهاب الدين أحمد سلاقة القليوبي الشافعي.
14/ مختصر كتاب صفوة الصفوة (لأبي الفرج ابن الجوزي).
15/ مشارق الأنوار في بيان العهود المحمدية.
16/ المقدمة النحوية في علم العربية.
17/ الميزان الكبرى، في الفقه الإسلامي، ومذاهب أصول الفقه، وهو مدخل لجميع أقوال الأئمة المجتهدين ومقلديهم.
18/ اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر.
19/ الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر، يدافع فيه عن محي الدين بن عربي.
20/ درر الغوّاص على فتاوى سيدي علي الخواص.
وفاته
توفي في القاهرة، في جمادى الأولى سنة 973 هـ، ودفن بجانب زاويته بين السورين. وقد قام بالزاوية بعده ولده الشيخ عبد الرحمن ثم توفى سنة إحدى عشرة بعد الألف.
مصادر
1. ^ الشعراني، أعلام الإسلام، تأليف: توفيق الطويل.
2. ^ مقدمة كتاب الكوكب الشاهق للشعراني، تحقيق وتعليق: حسن الشرقاوي، ص17.
مراجع أخرى
• عبد الوهاب الشعراني :اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ط3 المطبعة الأزهرية المصرية 1321 هجرية.
• الشعراني: الطبقات الكبرى الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية.
الحمدلله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا ومحمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم ما جاء في مقدمة كتاب (( الطبقات الصغري )) للإمام الشعراني رحمه الله تعالى وأعلى درجته ، للمحقق الشيخ عبدالقادر أحمد عطا حيث قال المحقق في صفحة رقم 11 تحت عنوان : ( الدس في كتب الشعراني ) ما نصه :
ويمثل هذا الوعي الرفيع تناول الشعراني قضايا عصره ، واندمج في صفوف الشعب يتلمس آلامه ، ويكشف عن أمراضه الاجتماعية ، وينقد ويرسم الطريق للإصلاح ، حتى كان هدفاً لسهام طائشة من العلماء وأعياء التصوف كان أخطرها الدس في كتبه ولاسيما في طباقاته الكبرى .
وقد اعتمد الدساسون على استغلال سئ لأصلين هامين من أصول التربية الصوفية هما : كراهة الجدل والاعتراض بين المريدين والشيوخ ، ونظرية الأحوال .
أما كراهة الجدل فإنما هى بالنسبة للمحققين من الشيوخ المشهود لهم باستقامة السلوك ، ووضوح الطريقة ، وهضم النفس ، والقيام على أصول الشريعة وسنتها وفلاح المريدين على أيديهم ، ولا يجوز أن ينسحب هذا الحكم على أي دعي دخيل أفاق يستأكل بدينه وبالمثل الإنسانية العليا المشروعة . وإلا فقد ناقش الشعراني نفسه هؤلاء الأدعياء ، وقطع حجتهم على الصورة التى عرضناها آنفا.
وأما نظرية الأحوال ، فما الأحوال إلا مشاعر معينة تنشأ في باطن الإنسان من نتائج العلم أو العلم ( 1) أو من نتائجهما معاً . وتكون إما قبضاً ، وأما بسطاً ، إما خوفاً ، وإما اصطلاماً ، وأما سحقاً أو محقاً ، أو غير ذلك من الأحوال المقررة والبينة الأمارات والعلامات في مراجع السلوك .
أما الحال الذى لا يكون نتيجة علم أو عمل فإنه محض افتراء ودجل كاذب . على أن هذا الأحوال لا يمكن أن تخرج أصحابها عن قانون الشريعة ، لأنها في الله ومن الله ، ولا يمكن أن يدفع الله طلابه إلى هدم شريعته ، حتى يتخذ أعداؤه من سلوكهم هذا حجة على صحة التحلل من الشريعة أحياناً وأحياناً على الصورة التى رسمها هؤلاء الدساسون في الطبقات الكبرى .
دس الدساسون في الطبقات نماذج من أكابر العارفين مجهولين لأهل العلم بالطبقات ،
ونسبوا لأحدهم أنه كان يقف على قارعة الطريق حتى إذا قدم أحد مشايخ البلاد أو التجار راكباً على ظهر حمارته اعترضه الشيخ وراوده على إتيان الفاحشة في الأتان ، فإذا وافق على المبدأ سمح له الشيخ بعد إنهاء مهمته بالسير ومواصلة السفر ، وإذا أبى تسمرت أتانه بالأرض فلا تستطيع حراكا .
ومن عجيب السبك أن الدساسين نسبوا إلى الإمام الشعراني أنه سأل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وسيدي محمد بن عنان وغيرهما من كبار العلماء والأولياء عن هذه الظاهرة فقالوا : إن هؤلاء المشايخ يخيلون للناس هذه الأعمال وليست لها حقيقة .
فلا عقلية الشعراني ، ولا عقلية شيخ الإسلام الأنصاري تسيغ مثل هذا التعليل الساقط ، ولا عقليات القراء من أي نوع كانوا تسيغ أن تكون شريعة سماوية فيها هذه البهلوانية الفارغة ، وهذه الأ لاعيب السحرية التافهة ، وإلا بالكل سينخلع من أحكام الشريعة في لمحة عين بحجة التخييل وأمور السيمياء.
فالشعراني يكتب في مقدمة طبقاته الكبرى : أن لم يذكر فيها إلا ما ينهض همة المريد إلى الله ، فلا يعقل إطلاقاً أن يعرض علينا هذه النماذج باعتبارها حافزاً للهمة نحو الله . ثم يكتب رسالته المخطوطة التى عرضنا نماذج منها ليهدم بها ضلال المضلين في أمور هي أقل من إتيان الفاحشة مع الحمير .
ونموذج آخر كان يلوط بالعبيد ، وآخر ذهب إلى بيت يطلب يد كريمة منه للزواج بها ، فكشف عن عورته أمامها وأمام الحضور ، وامرها بتفتيشها حتى لا تعود عليه باللا ئمة
بعد ذلك قوة أو عجزاً . ونماذج غير هذه كثيرة في منتصف الطبقات .
ونعود فنقول : إن سلوك الإمام الشعراني وكتبه ودعوته كلها تنآى عن هذه الانحلالات الهادمة ، وتبرأ منها وممن دسها عليه ، ثم إنه لم يغفل التنبيه في غير موضع من كتبه على أمر هؤلاء الدساسين ، وفي كتاب الطبقات الصغرى هذا نبه على شأنهم في غير موضع أيضاً .
ومن عجيب الأمر أن تبقى تلك المدسوسات في كتب الشعراني إلى الآن ، ويجبن الناشرون والمحققون عن حذفها حتى تعود الى الطبقات قيمتها العلمية النادره . انتهى المقصود نقله من كلام المحقق الشيخ عبدالقادر أحمد عطا في مقدمة الطبقات الصغرى.
هوامش :
( 1 ) : هكذا في الكتاب المطبوع عندي ولعل الصواب : العمل .
هذا
وأنقل لكم ما قاله محقق كتاب الطبقات الكبرى عن الدس في كتاب الطبقات الكبرى للشعراني ، فأقول وبالله وحده التوفيق والإعانة :
أولاً : فكرة عن الكتاب :
الكتاب كما كُتب على غلافه بأنه : أول طبعه محققة في العالم .
المحقق هو : الشيخ عبدالرحمن حسن محمود .
ومما كُتب على الغلاف أيضاً : قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة ، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف ، وهي خالية تماماً من التحريف والخريف .
الناشر : مكتبة الآداب ، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت : 3900868
الطبعة الأولى . 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب ( على حسن ) .
( ولدى الجزء الأول من الكتاب فقط ولم أحصل على الجزء الثاني منه ) .
ثانياً وأخيراً : أنقل لكم ما قاله المحقق في مقدمته للكتاب صفحة رقم 25 ، تحت عنوان :
كتاب (( الطبقات الكبرى )) والكذب على الشيخ رحمه الله ورضى الله عنه
ما نصه :
(( وأما ما كذب على الشيخ الشعراني في هذا الكتاب " لواقح الأنوار في طبقات السادة الأخيار " فكثير ، وقد مكننا الله تعالى من الاطلاع على تراجم نظيفة أثبتناها في نسختنا هذه ، وأشرنا إلى كلٍ في موضعه .
إن النسخة التى كتبها الشيخ بيده رحمه الله تعالى قد فقدت ، أو هى في سرداب من سراديب المكتبات ، أو أضاعوها ليتمكنوا من دس ما يمكن دسه فيما تنسخه أيديهم .
والنسخ الموجودة في بعض تراجمها زيادة عن المطبوع أو نقص ، فما رأيت فيه مخالفة تستحق أن تظهر : نقلته برمته ، بدلاً عن ما في النسخ المطبوعة ، وما لا : تركته كما هو ، وإليك بعض من المخالفات الواضحة :
* في ترجمة الشيخ أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه ص 6 ج 2 من المطبوعة ما نصه : " والمشى مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها ، وركوبك خلفها على الحمار وغيره " ا هـ .
وهي عبارة تمجها العقول السليمة ، حتى ولو كانت المرأة زوجته .
وصحتها من النسخة التى تحت يدي ما نصه :
" والمشى مع زوجتك إلى السوق في حاجة من حوائجها ، وركوبها خلفك على الحمار وغيره " إهـ .
* في المطبوعة ص 95 ج 2 في ترجمة الشيخ " محمد الشويمى " ما نصه :
" وخرج له بالعصا ، وقال : إن لم ترجع يا محمد وإلا استلفتك من ربك !! " إهـ .
وهذه الجملة فيها جرأة ووقاحة وفحش لا يصدر عن عالم بالله .
والواقع أنها كذب محض ، إذ نصها من النسخة التى راجعت عليها : " وإن لم ترجع يا محمد ، أسقطتك وآذيتك " إهـ .
* في المطبوعة ص 106 ج 2 في ترجمة الشيخ محمد المغربى رحمه الله تعالى مانصه : " فهذا هو التوحيد الحالى العام المشار إليه في الآية بقوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أى هذا التوحيد الباطن ، فتفطنوا له إن كنتم فقهاء ، فإنه محتاج إلى الفهم ، وهو موضع علم الباطن الربانى " إهـ .
أمّا ما فى المخطوطة التى قابلت عليها ، فنصه هكذا :
" فهذا هو التوحيد الباطنى للعالم المشار إليه في الآية بقوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم } أي هذا التسبيح الربانى " .
* فى ص 116 ج 2 من المطبوعة ، فى ترجمة الشيخ نور المرصفي " ما نصه :
" وقع له أنه قرأ في يوم وليلة ثلاثمائة ألف ختمة ، كل درجة ألف ختمة " إهـ .
وفى المخطوطة التى استعنت بها :
" الفقير وقع له أنه قرأ في اليوم والليلة ثلاثمائة ختمة ، كل درجة ختمة " إهـ .
وكلا الروايتين كذب ، موضوع على الشيخ رحمه الله تعالى .
* في ص 123 ج 2 من المطبوعة ، ترجمة الشيخ محمد الشربينى ص 123 ج 2 ثلاثة عشر سطراً ونصف . وفي المخطوطة التى استعنت بها ما يقارب الثلاث صحائف !.
* ترجمة الشيخ عمر البجائي المغربى ص 129 ج 2 ستة أسطر ، وفي التى قابلت عليها ما يقارب الصفحتين .
* ترجمة الشيخ على الشرنوبى ص 131 ج 2 في المطبوعة خطأ فى الاسم ، والترجمة (8 ) ثمانية أسطر ، وفي النسخة التى قابلت عليها ما يقارب الصفحتين .
* ترجمة الشيخ أحمد البهلول في المطبوعة ص 131 ج 2 (9 ) تسعة أسطر .
وفي المخطوطة التى راجعت عليها ما يقارب الثلاث صحائف .
* فى ترجمة الشيخ على أبو خوذة ص 122 ج2 ما نصه :
" وقال لى مرة احذر أن تنيكك أمك ، فقلت لعبد من عبيده : ما معى كلام الشيخ ؟ قال : يحذرك أن يدخل حب الدنيا فى قلبك ، لأن الدنيا هى أمك " إهـ .
وفى المخطوطة التى راجعت عليها ما نصه :
" اجتمعت به كثيراً، فقلت له مرة : أوصنى ! فقال : احترس أن تلعب بك أمك ، فقلت لعبيده : ما معنى هذا ؟ فقالوا : احذر أن تميل إلى الدنيا بقلبك " إهـ .
* ترجمة الشيخ " على وحيش " ج 2 ص 135 من المطبوعة : " وكان إذا رأى شيخ بلد وغيره ينزله من على الحمارة ، ويقول له : إمسك رأسها لى حتى أفعل فيها ، فإن أبَى شيخ البلد تسمر فى الأرض حتى لا يستطيع يمشى خطوة ، وإن سمع حصل له خجل عظيم " إهـ .
والترجمة التى أثبتها بالكامل فى هذا الكتاب من المخطوطة التى استعنت بها ليس فيها هذا الكلام إطلاقاً .
ولذلك صوّرتها لك أيها القارئ الكريم مع المقدمة لتقرأها بعينك ( 1 ) ، ويستريح قلبك : أن هؤلاء الناس قد افترى عليهم مَنْ قدوته مغرضو اليهود والنصارى ، في الافتراء على أهل الله ، والكذب عليهم .
* ترجمة كلٍّ من ناصر الدين أبى العمائم الزفتاوى ، والشيخ شرف الدين الصعيدى ، والشيخ أبى القاسم المغربى ، والشيخ إبراهيم أبى لحاف : مقتضبة ، أثبتنا في نسختنا من المخطوطة ما هو أوسع , وأكمل ، وأنظف ، وهى من الأدلة الواضحة على أن هذا الكتاب لعبت فيه أيدٍ غير أمينة على دين لاو خلق

من عبق الصالحين

دخل أحد الأشخاص على رجل من الصالحين.. وقال له:
أريد أن أعرف.. أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟..
فقال له الرجل الصالح..:
إن الله أرحم بعباده، فلم يجعل موازينهم في أيدي أمثالهم.. فميزان كل إنسان في يد نفسه..
قال الرجل : كيف ؟
قال : لأنك تستطيع أن تغش الناس ولكنك لا تغش نفسك.. ميزانك في يديك.. تستطيع أن تعرف أأنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة.
قال الرجل : وكيف ذلك؟
فرد العبد الصالح:
اذا دخل عليك من يعطيك مالا.. ودخل عليك من يأخذ منك صدقة.. فبأيهما تفرح ؟..
فسكت الرجل.. فقال العبد الصالح:
اذا كنت تفرح بمن يعطيك مالا فأنت من أهل الدنيا..
وإذا كنت تفرح بمن يأخذ منك صدقة فأنت من أهل الآخرة..!
فإن الإنسان يفرح بمن يقدم له ما يحبه.. فالذي يعطيني مالا يعطيني الدنيا..
والذي يأخذ مني صدقة يعطيني الآخرة.. !
فإن كنت من أهل الآخرة.. فافرح بمن يأخذ منك صدقة.. أكثر من فرحك بمن يعطيك مالا.!
فأخذ الرجل يردد : سبحان الله ..!!!
قال العبد الصالح :
لذلك كان بعض الصالحين إذا دخل عليه من يريد صدقة ، كان يقول له متهللاً:
مرحبا بمن جاء يحمل حسناتي إلي الآخرة بغير أجر..
ويستقبله بالفرحة والترحاب.
قال الرجل : إذن أقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ..!
قال العبد الصالح : لا تيأس من رحمة الله ،، سر في ركابهم تلحق بهم ..
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا بهم إن التشبه بالكرام فلاحُ ،،،
إن جاءك المهموم انصت..
وإن جاءك المعتذر اصفح..
وإن جاءك المحتاج انفق..
ليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف
ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية ..
هنئيًا لمن يزرع الخير بين الناس
إجعل من يراك يدعو لمن 
رباك .. 
فنقاء القلب ليس غباء إنما ميزة يضعها الله فيمن أحب..

من هو الامام الشافعي

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً. أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس»، وقيل أنه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي محمد بقوله: «عالم قريش يملأ الأرض علماً».
ولد الشافعي بغزة عام 150 هـ، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو ابن دون عشرين سنة. هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هـ، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي) وفقه العراق (المذهب الحنفي). عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هـ، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـ. وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هـ

صَلاة وسلاماً علي نبي

صلاة وسلاماً علي نَبي ضناني شوقو وشواني شَي
شرّعت في أوّلت بدي بِربنا الفي بقاهو حي
إلهنا الواحد العلِي ولا لو أبا ولا لو اخِي
مُريد وفعال لكُل شئ رجوتو يغفر ذنوبي لي
ثَنيّت قولاً لي نبي محمد الطاهر الزّكي
نِسبتو عدنان ومن قُصي مُصفَّي من فِهري لا لؤَئ
علي الرُّسل فاق خُلُق وزي حاشا موشُوي
الوُحُوش مع الصيد تغاوي غَي نَبع بهامو الزُلال سَي
يعَلّو في الجيش رواهو رَي شَفا المريض ردَّللصِّبَي
يمينو للكرم سِخَي عطاهو فاق وابل الضّحَي
عَلي السُّؤال جودو بِي مَزي ولا بيغاور تبِعلو هَي
وفي العبوس ما ادَّخرلُو شَي ترك نعيم خِيرا قال أفَي
شكت غزالاً علي نَبي تقُولو شوف اليهودي فِي
حجرني لا أَسرَح الوِدي قَعد ضمينا وجرت ياخي
تقول لهم قوموا يابُني دخل في سجني البشير فِدَي
يا صغار تعالو لي كَسِّروا الحِينه من ثدَي
الأَصد علي الطيبَ الرِضي يقول غلام أصغر الجِدي
يمين لِباكي حرام علي ليه تضمِني الهادي يا أُم زوي
جرت تشق الغفار وصَي تقيف علي بابو سيد أُبي
بكي اليهودي اسلم الهدَي عقدلو عقداً ولاهو نَي
نَجابو من مِلَّة الشِّقَي عفا الغزال تلعب أم قِفي
نويت يا ربّي جُود علي تحِلُّو قيداً مَلضوّي في
أشد علي بازِل القِرَي أعَبي أملي البُدار ورَي
أكاري افُوت بام دُيور رِمَي وَالِم خبيِراً يساري بي
أباري للقافلة للغِدَي أصل مقاماً علي التَّكّي
أخُش وَارُد للنّبي التَّحِي أشوف كواكبو التَّضُوي ضَي
واشم زبَادو اليَفُوح علي واذوق رُطاب العَجُو وحِلي
تَجَوّه الخوة لَلعِشي من الصّعيد لا وَرَا الكَري
خصُوص من الضّيقَه لا عطي نهار وِقافنا اب هجير وَدَي
كذا الكبير والصغير جِني تقول حَوَاي ما عليهُن شئ
يقول لك الماحي ياوَلِي بخاف فِعالي القبيح رِدي
رَجَاي فيك ظَنِّي مُو شُوي نهارت الموقِف الشَّني
مَع الصّدّيق يبقو والدي تقول لي هذا الحِمِل علي
علي الحبيب صَلِّي يا وَلِي سَلامي للهادي كُل عَشِي
عدد سحاباً يَصِبلو مِي الجبال والرّمل للحِصي
السِباع والطّير لا الحِدي عَددعلم رَبّنا العَلِي

قصة ذكاء الإمام الشافعي .. رحمه الله

كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي ويدبرون له المكائد عند الأمراء .. فأجتمعوا وقرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لإختبار ذكائه .. فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة الرشيد الذي كان معجبًا بذكاء الشافعي وعلمه بالأمور الفقهية وبدأوا بإلقاء الأسئلة والفتاوى في حضور الرشيد
فسأل الأول : ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ثم خرج في حاجة فعاد وقال لأهله : كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علي .. فقال أهله : علينا كذلك
فكر قليلاً فأجاب الشافعي : إن هذا الرجل كان مشركاً فذبح الشاة على اسم الأنصاب وخرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله إلى الإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة وعندما علم أهله أسلموا هم أيضاً فحرمت عليهم الشاة كذلك.
وسُئل : شرب مسلمان عاقلان الخمر .. فلماذا يُقام الحد على أحدهما ولا يُقام على الآخر ؟
فكر قليلاً : فأجاب إن أحدَهما كان صبياً والآخرُ بالغاً.
وسُئل : زنا خمسة أفراد بإمرأة .. فوجب على أولِهم القتل .. وثانيهم الرجم .. وثالثِهم الحد .. ورابعِهم نصفُ الحدِّ .. وآخرهم لا شيء ؟
فكر قليلاً فأجاب : استحل الأولُ الزنا فصار مرتدًا فوجب عليه القتل .. والثاني كان محصناً .. والثالثُ غيرَ محصنٍ .. والرابعُ كان عبداً .. والخامسُ مجنوناً.
وسُئل : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته !! .. ولما سلم عن يساره بطلت صلاته !! .. ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم ؟
فكر قليلاً ثم قال الشافعي : لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه فلما رآه قد حضر طلقت منه زوجته .. ولما سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته .. فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر في السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر.
وسُئل : ما تقول في إمام كان يصلي مع أربعة نفر في مسجد فدخل عليهم رجل .. ولما سلم الإمام وجب على الإمام القتل وعلى المصلين الأربعة الجلد ووجب هدم المسجد على أساسه ؟
فكر قليلاً فأجاب الشافعي : إن الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام هذا الأخ وأدعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها .. وشهد على ذلك الأربعة المصلون .. وأن المسجد كان بيتًا للمقتول .. فجعله الإمام مسجدًا !.
وسُئل : ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب .. فشرب حلالاً وحرم عليه بقية ما في القدح ؟
فكر قليلاً فأجاب : إن الرجل شرب نصف القدح فرعف ( أي نزف ) في الماء المتبقي .. فاختلط الماء بالدم فحرم عليه ما في القدح !.
وسُئل : كان رجلان فوق سطح منزل .. فسقط أحدُهما فمات فحرمت على الآخر زوجته ؟
فكر قليلاً فأجاب : إن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجاً ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح .. فلما مات أصبحت البنت تملك ذلك العبدَ الذي هو زوجها فحرمت عليه.
إلى هنا لم يستطع الرشيدُ الذي كان حاضرًا تلك المساجلة أن يخفي إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته وجودة فهمه وحس إدراكه .. وقال لبني عبد مناف : لقد بينت فأحسنت وعبرت فأفصحت وفسرت فأبلغت
فقال الشافعي : أطال الله عمر أمير المؤمنين إني سائل هؤلاء العلماء مسألة فإن أجابوا عليها فالحمد لله وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم فقال الرشيد لك ذلك وسلهم ما تريد يا شافعي .. فقال الشافعي : مات رجلٌ وترك 600 درهم .. فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا .. فكيف كان الظرف في توزيع التركة ؟؟
فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على السؤال
فلما طال بهم السكوت طلب الرشيد من الشافعي الإجابة
فقال الشافعي : مات هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ .. فأخذت البنتان الثلثين وهما 400 درهم .. وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم .. وأخذت الزوجة الثمنَ وهو75 درهم .. وأخذ الإثناعشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت
فتبسم الرشيدُ وقال :
أكثر الله في أهلي منك .. وأمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر





صَلاة وسلاماً علي نبي

صلاة وسلاماً علي نَبي ضناني شوقو وشواني شَي
شرّعت في أوّلت بدي بِربنا الفي بقاهو حي
إلهنا الواحد العلِي ولا لو أبا ولا لو اخِي
مُريد وفعال لكُل شئ رجوتو يغفر ذنوبي لي
ثَنيّت قولاً لي نبي محمد الطاهر الزّكي
نِسبتو عدنان ومن قُصي مُصفَّي من فِهري لا لؤَئ
علي الرُّسل فاق خُلُق وزي حاشا موشُوي
الوُحُوش مع الصيد تغاوي غَي نَبع بهامو الزُلال سَي
يعَلّو في الجيش رواهو رَي شَفا المريض ردَّللصِّبَي
يمينو للكرم سِخَي عطاهو فاق وابل الضّحَي
عَلي السُّؤال جودو بِي مَزي ولا بيغاور تبِعلو هَي
وفي العبوس ما ادَّخرلُو شَي ترك نعيم خِيرا قال أفَي
شكت غزالاً علي نَبي تقُولو شوف اليهودي فِي
حجرني لا أَسرَح الوِدي قَعد ضمينا وجرت ياخي
تقول لهم قوموا يابُني دخل في سجني البشير فِدَي
يا صغار تعالو لي كَسِّروا الحِينه من ثدَي
الأَصد علي الطيبَ الرِضي يقول غلام أصغر الجِدي
يمين لِباكي حرام علي ليه تضمِني الهادي يا أُم زوي
جرت تشق الغفار وصَي تقيف علي بابو سيد أُبي
بكي اليهودي اسلم الهدَي عقدلو عقداً ولاهو نَي
نَجابو من مِلَّة الشِّقَي عفا الغزال تلعب أم قِفي
نويت يا ربّي جُود علي تحِلُّو قيداً مَلضوّي في
أشد علي بازِل القِرَي أعَبي أملي البُدار ورَي
أكاري افُوت بام دُيور رِمَي وَالِم خبيِراً يساري بي
أباري للقافلة للغِدَي أصل مقاماً علي التَّكّي
أخُش وَارُد للنّبي التَّحِي أشوف كواكبو التَّضُوي ضَي
واشم زبَادو اليَفُوح علي واذوق رُطاب العَجُو وحِلي
تَجَوّه الخوة لَلعِشي من الصّعيد لا وَرَا الكَري
خصُوص من الضّيقَه لا عطي نهار وِقافنا اب هجير وَدَي
كذا الكبير والصغير جِني تقول حَوَاي ما عليهُن شئ
يقول لك الماحي ياوَلِي بخاف فِعالي القبيح رِدي
رَجَاي فيك ظَنِّي مُو شُوي نهارت الموقِف الشَّني
مَع الصّدّيق يبقو والدي تقول لي هذا الحِمِل علي
علي الحبيب صَلِّي يا وَلِي سَلامي للهادي كُل عَشِي
عدد سحاباً يَصِبلو مِي الجبال والرّمل للحِصي
السِباع والطّير لا الحِدي عَددعلم رَبّنا العَلِي

نعم نعم القام منسرق زار محمد خير الخلق

نعم نعم القام منسرق
زار محمد خير الخلق
يا كريم الحال يتفق
والسان ينطق بالصدق
نزكرك كونك مستحق
الحمد فضلك منبثق
بابك المفتوح ما غلق
ونسألك تيسير الرزق
القلب يا حنان يرق
للرسول بالشوق والعشق
اثني بيك يا نبي الشرق
يا محمد خير الخلق
طه بن عدنان يا حذق
في الوجود قبل ادم خلق
الامين الما بتحمق
جاشا نبي الله ما زمق
وجهو عند الجود ينطلق
ويكرم الايتام بي رفق
وصفو واصل ما بتلحق
كم شحن في بحوو وغرق
حسنو في النبيان باقي شق
ومن جمالهو يوسف فرق
كان بين الناس ان عرق
منهو زاكي الطيب يتعبق
نور جبينو الباهر يبق
وحين يفر تبسيمو البرق
البعير قال جيت منسرق
يا محمد داير العتق
بالعطش والجوع منصفق
حلاهو سار مسرو منطلق
الجذع يبكي ويتخنق
بالحسار والشق متقلق
البكار قدام الخلق
لي رسولكم جات تنسبق
الكرام فرسان الزرق
ضربهم تب تب مو فلق
آل خيبر راسهم زلق
جابم الكرار في ربق
قلبي طال بالشوق متحرق
نيتي فيكم قولاً صدق
راجي ربي الحال يتفق
ونحن وانتم ما نتفرق
يا الرسول لم ناس الشرق
والغرب وابدوم لا سلق
خوة الاسلام حر و رق
يا كريم في الجاه نندلق
قال بخاف الماحي السحق
وفي الفساد والعيب متخمق
لي ذنوباً وازق وزق
ويا الرسول فيكم معتلق

يا عشاق (للشيخ القرشي)

يا عشاق (للشيخ القرشي)
ما حاديت طوال الساق
وا شوقي
*~*~*
بسم الله يا خلاق
يا حي قاسم الارزاق
لي شافع العصاة مشتاق
وحل قيداً مسك في الساق
*~*~*
ثنيت بي الفاق
النبيان على الاطلاق
يوم الناس تقيف اطباق
جاهك يا المكرم حق
*~*~*
الخير لي جودك بيك
جل الباري صلى عليك
دفعوا الجنة كلها ليك
وسدوا النار كرامة ليك
*~*~*
المنصور جميل الصور
نور من نور وخمش من نور
مصباحي الحليم وستور
ساكن طيبة بطن ام سور
*~*~*
طيب العشرة مو حماق
ادعج واكحل الامياق
فر اساننك البراق
وعرقك يا الرسول عباق
*~*~*
لاح لي بريق
وصايب جوفي بي الحريق
يا دمعي اليصب سبليق
على الخضرا التقول دفيق
*~*~*
لاح لي بريق مع البهار
وطالق في حشاي النار
كل ما جاني منو خبار
نيتي اطير مع الطيار
*~*~*
الليلة البريق لاح لي
طرراني اب علامة نبي
والله ان بقيت في الحي
ابرى القود واملي الري
*~*~*
الصلاة والسلام مشروح
كالمسك العبيق تفوح
جابها قريشي للممدوح
قبل الرمشة عندو تروح

كلمات الشوق للسهوة ونبيها وحليلا العجب فيها (للشيخ القرشي)


الشوق للسهوة ونبيها 
وحليلا العجب فيها
=
بسم الله باديها
بالله الماليهو جيها
رفع سموات معليها الأرض بى جبالا راسيها
ثنيت بالمحبوب نبيها
رسولنا الغالى دخريها
يوم الأمة عاويها
جا النبى جاهو حاويها
‏ =
الرسول اب خدا مورد
يلوح النور فوقو صرمد
ضيا البدرين ليهو خمد
سمح مالا الناس محمد
‏ =
الرسول اب خدا اسيله 
الرسول ود عز القبيله
رسولنا الجنات دليله
سماحةالنبى وين مثيله
‏ =
الرسول ود عز الأجدادى 
تمامت الكلمة الشهادى
جملو رب العبادى 
سمح طه بلاهيادى
‏ =
الرسول من درفون نبيا
ماسبوهو بى سيا
ختام للرسل وأنبيا
شفيع الموقف اب ديا
‏ =
الرسول من درفون نبيها
كان الدنيا ساليها
جناتو راجيها
إشتغل طاعة المولى فيها
من زمان الحجة ناويها
مرادى إن جات اعديها 
سواقى وغير نخليها 
اللهوفات ديل مانا فيها
‏ =
القوافل راحن يشدن
حليلن وكتين يمدن
يروحن بالمر يعدن
سعادة الحجا ويمدن
‏ =
صلا الحي المجيدو 
السلام بالحيوان نزيدو
القريشى يألف قصيدو‎ ‎
يشكر فى طه سيدو

الامام البصيري عن قرب

اشتهر الإمام "شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري" بمدائحه النبوية، التي ذاعت شهرتها في الآفاق، وتميزت بروحها العذبة وعاطفتها الصادقة، وروعة معانيها، وجمال تصويرها، ودقة ألفاظها، وحسن سبكها، وبراعة نظمها؛ فكانت بحق مدرسة لشعراء المدائح النبوية من بعده، ومثالا يحتذيه الشعراء لينسجوا على منواله، ويسيروا على نهجه؛ فظهرت قصائد عديدة في فن المدائح النبوية، أمتعت عقل ووجدان ملايين المسلمين على مرّ العصور، ولكنها كانت دائمًا تشهد بريادة الإمام البوصيري وأستاذيته لهذا الفن بلا منازع.
أصول البوصيري ونشأته
ولد البوصيري بقرية "دلاص" إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ = 7 من مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة "صنهاجة" إحدى قبائل البربر، التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية "بوصير" القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب.
وقد تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره؛ فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم: أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي المصري، المعروف بابن سيد الناس... وغيرهما.
شاعرية البوصيري
ونظم البوصيري الشعر منذ حداثة سنه وله قصائد كثيرة، ويمتاز شعره بالرصانة والجزالة، وجمال التعبير، والحس المرهف، وقوة العاطفة، واشتهر بمدائحه النبوية التي أجاد استعمال البديع فيها، كما برع في استخدام البيان، ولكن غلبت عليه المحسنات البديعية في غير تكلف؛ وهو ما أكسب شعره ومدائحه قوة ورصانة وشاعرية متميزة لم تتوفر لكثير ممن خاضوا غمار المدائح النبوية والشعر الصوفي.
وقد جارى البوصيري في كثير من شعره شعراء عصره في استعمال الألفاظ المولدة، كما كانت له تجارب عديدة في الأهاجي المقذعة، ولكنه مال –بعد ذلك– إلى النُسْك وحياة الزهد، واتجه إلى شعر المدائح النبوية. وتعد قصيدته "البردة" من أعظم المدائح النبوية، وقد أجمع النقاد والشعراء على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة "كعب بن زهير" الشهيرة "بانت سعاد". وله أيضا القصيدة "الهمزية" في مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي لا تقل فصاحة وجودة عن بردته الشهيرة، ومطلعها:
كيف ترقـى رُقيَّك الأنبيـاءُ يا سماء ما طاولتها سمـاءُ؟
لم يساووك في عُلاك وقد حـال سنى منك دونهم وسناءُ
وله قصيدة أخرى على وزن "بانت سعاد"، ومطلعها:
إلى متى أنت باللذات مشغولُ وأنت عن كل ما قدمتَ مسئولُ؟!
البوصيري ومساوئ الموظفين
اشتهر البوصيري بأنه كان يجيد الخط، وقد أخذ أصول هذا الفن وتعلم قواعده على يد "إبراهيم بن أبي عبد الله المصري"، وقد تلقى عنه هذا العلم عدد كبير من الدارسين، بلغوا أكثر من ألف طالب أسبوعيًا.
وقد تقلب البوصيري في العديد من المناصب في القاهرة والأقاليم؛ فعمل في شبابه في صناعة الكتابة، كما تولى إدارة مديرية الشرقية مدة، وقد اصطدم بالمستخدمين المحيطين به، وضاق صدره بهم وبأخلاقهم بعد أن تكشفت له مساوئهم، وظهرت له عيوبهم؛ فنظم فيهم عددًا من القصائد يهجوهم فيها، ويذكر عيوبهم ويفضح مساوئهم، ومنها قصيدته النونية التي مطلعها:
نقدتُ طوائفَ المستخدمينا فلم أرَ فيهم رجلا أمينًا
وفيها يصب جام غضبه ونقمته على الجميع، ويهجو كل الناس على اختلاف مشاربهم وعقائدهم؛ فلم ينجُ من هجائه أحد، ويصور على نحو ساخر النزاع والتعارض الذي يمزق أبناء مصر ويشتت وحدتهم.
وقد أثار ذلك عليه نقمة المستخدمين وعدواتهم، فسعوا ضده بالدسائس والفتن والوشايات، حتى سئم الوظائف والموظفين، واستقال من الوظائف الحكومية، واتصل بـ"تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الجبار الشريف الإدريسي الشاذلي"، وتلميذه الشيخ "أبي العباس المرسي أحمد بن عمر الأنصاري".
البوصيري رائد فن المدائح
عُني البوصيري بقراءة السيرة النبوية، ومعرفة دقائق أخبار النبي (صلى الله عليه وسلم) وجوامع سيرته العطرة، وأفرغ طاقته وأوقف شعره وفنه على مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان من ثمار مدائحه النبوية (بائياته الثلاث)، التي بدأ إحداها بلمحات تفيض عذوبة ورقة استهلها:
وافاكَ بالذنب العظيم المذنبُ خجلا يُعنفُ نفسَه ويُؤنِّبُ
ويستهل الثانية بقوله:
بمدح المصطفى تحيا القلوبُ وتُغتفرُ الخطايا والذنوبُ
أما الثالثة، وهي أجودها جميعًا، فيبدؤها بقوله:
أزمعوا البين وشدوا الركابا فاطلب الصبر وخلِّ العتابا
وله –أيضا- عدد آخر من المدائح النبوية الجيدة، من أروعها قصيدته "الحائية"، التي يقول فيها مناجيا الله عز وجل:
يا من خزائن ملكه مملوءة كرمًا وبابُ عطائه مفتوح
ندعوك عن فقر إليك وحاجة ومجال فضلك للعباد فسيح
فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمًا إن الكريم عن المسيء صفوح

وقصيدته "الدالية" التي يبدؤها بقوله:
إلهي على كل الأمور لك الحمد فليس لما أوليتَ من نعمٍ حدُّ
لك الأمر من قبل الزمان وبعده وما لك قبل كالزمان ولا بعدُ
وحكمُك ماضٍ في الخلائق نافذ إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُّ

بردة البوصيري.. درة المدائح
وتُعد قصيدته الشهيرة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والمعروفة باسم "البردة" من عيون الشعر العربي، ومن أروع قصائد المدائح النبوية، ودرة ديوان شعر المديح في الإسلام، الذي جادت به قرائح الشعراء على مرّ العصور، ومطلعها من أبرع مطالع القصائد العربية، يقول فيها:

أَمِنْ تذكّر جيرانٍ بذي سلم مزجتَ دمعًا جرى من مقلـة بـدمْ؟
أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ وأومضَ البرقُ في الظلماء من إِضَمْ؟
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟ وما لقلبك إن قلت استفـق يهــمْ؟
وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتًا، يقول في نهايتها:
يا نفسُ لا تقنطي من زلةٍ عظُمتْ إن الكبائرَ في الغفرانِ كاللمَم

وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها وينسجون على منوالها، وينهجون نهجها، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "نهج البردة"، التي تقع في 190 بيتا، ومطلعها:

ريم على القاع بين البانِ والعلمِ أحلَ سفكَ دمي في الأشهر الحرمِ

آثار البوصيري الشعرية والنثرية
ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه "محمد سيد كيلاني"، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 هـ= 1955م)، وقصيدته الشهيرة البردة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "الخمرية"، وقصيدة "ذخر المعاد"، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: "المخرج والمردود على النصارى واليهود"، وقد نشرها الشيخ "أحمد فهمي محمد" بالقاهرة سنة (1372 هـ= 1953م)، وله أيضا "تهذيب الألفاظ العامية"، وقد طبع كذلك بالقاهرة.

وتُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة (695 هـ= 1295م) عن عمر بلغ 87 عامًا

من هو الشيخ محمد المجزوب رحمة الله عليه

هو الشيخ محمد المجذوب بن الفقيه قمر الدين بن الفقيه الشيخ حمد المجذوب بن الشيخ عبدالله راجل درو
من قبيلة الجعليين بالسودان ، وكانت ولادته في رجب عام 1210هـ ببلدة المتمة غرب شندي معقل قبيلته ثم انتقل إلى مدينة الدامر بشمال السودان ، وقد انتقل بعد دراسة العلم وإجازته إلى المدينة المنورة في صحبة السيد محمد عثمان الميرغني الختم ومكث بها تسعة سنوات وجلس فيها على كرسي الإمام مالك بالمسجد النبوي للتدريس ، ثم رجع إلى سواكن على البحر الأحمر ومكث بها سنين وأسس فيها زاوية وخلوة صوفية وجلس للتعليم والإرشاد ، ثم سافر إلى الدامر مستقر آبائه وبها توفي في 27 محرم 1247هـ وقد بلغ من العمر 36 عاما و7 أشهر فقط .
وكان وقد حفظ بمسجدها كتاب الله العزيز الحكيم وحفظه ولم يتجاوز التاسعة من عمره وتعلم مايجب تعلمه من علوم الدين والتى اشتهرت الدامر بها وقد اجازه في التدريس شيخه وابن عمه الفقيه العلامة محمد الازرق الذى استوطن فيما بعد بالقضارف وهو جد الازارقة هناك ونفع الله بعلومه كثيرا من العلماء الاعلام واخذ كذلك المجذوب من والده الفقيه قمر الدين الطريق الشاذلية واشتغل باورادها .
وكان ورعا بإمور الدين والفقه ومشهود له حيث كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر عالما عاملا تقيا ونقيا وزاهدا ورعا وقبل ذلك محبا ومادحا للمصطفى (صلى الله عليه وسلم).
من مؤلفاته منها:
رسالة المنسك الابهج « في مشاعر العمرة والحج » وقد طبع هذا الكتاب لاول مرة في سنة 1332هـ وقد احتوى هذا الكتاب قصائد اخرى في هوامش للشيخ محمد بن المجذوب
وايضا رسالة "الحزن والقبض"
و "بغية المريد السالك"
و "الوريقات النافعة"
و "رسالة في مصطلح الحديث"
و "رسالة في الحديث"
و "المعجز الوجيز من احاديث الرسول العزيز"
و "الشمائل الرمزية"
و "رسالة السنة المحمدية في بيان القواعد الدينية"
و "رسالة العقد الاسنى"
و "رسالة المظاهر الابليسية"
و "رسالة شمس نهار التجلي" ،

وقد ذكرالعلامة الشيخ مجذوب جلال الدين في مؤلفه «اسنى المطالب في ذكرى المناقب » نقلا عن الشيخ محمد الطاهر المجذوب أن والدة الشيخ المجذوب من حضور (حضارمة) المَتَمَّة ، وقد ولد بها وبعد ان شب وترعرع انتقل الى بلدة الدامر - وطنه ووطن آباءه الكرام - وعمره خمس سنين .
وقد ذكر العلامة الجليل الشيخ مجذوب محمد أحمد جلال الدين في كتابه «اسنى المطالب في مختصر المناقب» والذى فرغ من تأليفة في العام 1335هـ ان سيدي الشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين نشأ في بيت علم وولاية ولقد لاحظته عيون العناية منذ نشأته الى انه تكمل وصار سيد ذوي العرفان فكان وجهه يتوقد ذكاء ونورا ولسانه مصونا فلا ينطق ولا يقول زورا وقلبه يقظانا نير البصيرة وكان منذ صغره يتشوق للأمور العلية وتربى وترعرع في كنف والده الفقيه قمر الدين وجده الفقيه حمد علي الشأن واعمامه اولئك الاقمار الذين لاينكر فضلهم كالولي الفقيه عبد الله النقر وغيره من ابناء الفقيه حمد الذين لايختلف في ولايتهم اثنان:
من تلق منهم تلق لاقيت سيدهم
مثل النجوم التى يسري بها الساري
وكم له من جد يقضي ليله وهو ساجد وراكع كالفقيه محمد المجذوب جد المجاذيب واخيه موسى العزب .والدهما علي أب دامع الذى كانت عيناه تدمعان على الدوام والفقيه حمد مؤسس الدامر وابنه الفقيه عبدالله بن الفقيه حمد مؤسس الدامر وابيه الفقيه عبد الله بن الفقيه محمد بن الحاج عيسى صاحب الجاه رحمهم الله جميعا فلقد كانوا كما قيل :
إذا ما الليل أظلم كابدوه
فيسفر عنهم وهمو ركوع
ونسبه المبارك ينتهى الى عم سيد الناس العباس القائل فيه سيد ولد عدنان ايها الناس من اذى العباس فقد اذانى وانما عم الرجل صنو ابيه.
يقول الشيخ مجذوب جلال الدين عن صفات واخلاق الشيخ محمد المجذوب
««
كان رضى الله عنه مربوع القامة ادعج العينين في مؤخرها حمرة يسيرة حسن الوجه .. ذا وسامة . محدوب الأنف ... وسيع الصدر ...بائن العنق ذي البهاء والجمال ... عظيم الرأس ..شديد سواد الشعر ..كثير اللحية ...كثير شعر العارضين ، وقد كان رضى الله عنه يقتدي بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في جميع افعاله ..
اما افعاله «فقد كان حسن الخلق لا يمل رؤيته حتى الحسود ...وكان مجلسه ذا وقار وحشمه تنزل فيه الرحمات من عظيم النوال وان جليسه يجد عنده سكونا واطمئنانا يرد قلبه الى الله وتنعدم خواطره الردية ومارآه أحد الا ذكر الله ، وكان الخاصة والعامة يسارعون اليه وكان اذا جلس لتفسير القرآن تطيب احسن الثياب وتعمم ولبس الطيلسان وتبخر بالعود وكان لا يطيق التفسير خشية وربما تغير لونه في المجلس اذا اشتد عليه الحال ، وقد كان كما قيل عنه : الوارث لرسول الله(صلى الله عليه وسلم) في الاقوال والافعال والاحوال المتأدب بآداب الرجال وقد اعترف له بالعلم والولاية الكبرى جميع من عاصرهم من الشيوخ والعلماء .
اعداد :
اسامة احمد ود المصري

من مدح فقراء الطرق الصوفية

مــا لـذة العيش الا صحبة الفقــرا
هم السلاطين والســادات والامرا
***
فاصحبهم وتأدب فى مجــالسهم
وخل حظك مهمــا قدموك ورا
***
واستغنم الوقت واحضر دائما معهم
واعلم بأن الرضا يختص من حضرا
***
ولازم الصمت الا إن سئلت فقل
لا علم عندي وكن بالجهل مستترا
***
ولا ترى العيب الا فيك معتقــدا
عيبــا بدا بيننا لكنه استتــرا
***
وحط رأسك واستغفــر بلا سبب
وقم على قدم الانصـاف معتذرا
***
وإن بـدا منك عيب فأعترف وأقم
وجه اعتذار على ما منك فيك جرى
***
وقل لهم عبدكم أولى بصفحكمو
فسامحوا وخذوا بالرفق يا فقـرا
***
هم بالتفضل أولى وهو شيمتهم
فلا تخف دركـا منهم ولا ضـررا
***
وبالتغني على الاخوان جد أبدا
حسا ومعنا وغض الطرف إن عثرا
***
وراقب الشيخ في أحواله فعسى
يرى عليك من استحسانه أثـرا
***
وقدم الجد وانهض عند خدمته
عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا
***
ففي رضاه رضا الباري وطاعته
يرضى عليك وكن من تركها حذرا
***
واعلم بأن طريق القـوم دراسة
وحال من يدعيها اليوم كيف ترى
***
متى أراهـم وأتملى برؤيتهـم
أو تسمع الأذن مني عنهمو خبرا
***
من لي وأنى لمثلي أن يزاحمهم
على مـوارد لم الف بهـا كـدرا
***
أحبهـم وأداريهـم وأوثرهـم
بمهجتي وخصوصا منهم نفـرا
***
قوم كرام السجايا حيثما نزلـوا
يبقى المكان على آثارهم عطرا
***
يهدي التصوف من اخلاقهم طرفا
حسن التألف منهم راقني نظرا
***
هم أهل ودي وأحبابي الذين هم
ممن يجـر ذيـول العـز مفتخرا
***
لا زال شملي بهم فى الله مجتمعا
وذنبـا فيـه مغفـورا ومغتفـرا
***
ثم الصلاة على المختـار سيدنـا
محمـد خير من أوفى ومن نـذرا
***
ــــــ

بأسمـائـك الحـسـنـى

بأسمـائـك الحـسـنـى
دعـونــاك سـيــدي
تـقـبـل دعـانــا
ربــنــا واسـتـجــب لــنــا
بأسـرارهـا عـمــر فـــؤادي
وظـاهــري وحـقـق بـهـا
روحــي لأظـفــر بالـمـنـى
ونــور بـهـا سمـعـي
وشـمـي ونـاظـري
وقـــو بـهــا ذوقـــي
ولـمـسـي وعـقـلـنـا
ويـســر بـهــا أمـــري
وقـــو عـزائـمــي
وزكي بــهــا نـفـســي
وفــــرج كـروبـنــا
ووســع بـهـا علـمـي
ورزقــي وهـمـتـي
وحسـن بـهـا خَلـقـي
وخُلـقـي مــع الهـنـا
وهــب لــي بـهـا حـبــًا
جـلـيـلاً مـجـمـلاً
وزدنـــي بـفــرط
الـحــب فـيــك تـفـنـنـا
وجـد لـي بجمـع الجـمـع
فـضـلاً ومـنـةً وداو بوصل
الوصل روحي من الضنى
وسـر بـي علـى النـهـج
القـويـم مـوحـدًا وفــي
حـضـرة الـقــدس
المـنـيـع احـلـنـا
ومـــــن عـلـيـنــا يـــــا
ودود بــجــذبــةٍ بـهـا
نلـحـق الأقــوام مـــن
ســـار قبـلـنـا
وصـــل وسـلــم سـيــدي
كـــل لـمـحــةٍ عـلـى
المصطـفـى خـيـر الـبـرايـا
نبـيـنـا
وصـل عـلـى الأمــلاك
والـرسـل كلـهـم وءالــهــم
والـصـحــب جـمـعــاً
وعـمــنــا
وســلــم عـلـيـهـم كـلـمــا
قــــال قــائـــلٌ تـبـاركــت
يــــا الله ربــــي لــــك
الـثـنــا

هذا جزء من خطبة الامام علي الخالية من النقط:

"الحمدلله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، ومآل كل مطرود،ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، طاول السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمدا ممدودا، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدل له وسواه أرسل محمدا علما للإسلام وإماما للحكاممسددا للرعاع ومعطل أحكام ود وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود وأوعد أوصل الله له الاكرام، وأودع روحه الإسلام، ورحم آلهواهله الكرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، إعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال واسلكوا مسالك الحلال، واطرحوا الحرام، ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، واصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهر الأحرار مولدا وأسراهم سؤددا، وأحلامكم موردا، وهاهو أمكم وحل حرمكم مملكا عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه، وهو اكرم صهر أودع الأولاد وملك ما أراد وما سهل مملكه ولا هم ولا وكس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله حكم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وأهلهم كلا إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد......"
جميع الحقوق محفوظة لــ موقع المديح النبوي 2015 ©