قصيدةإذا ما رمت في الدارين تسعد فأكثر بالصلاة على محمد

إذا ما رمت في الدارين تسعد فأكثر بالصلاة على محمد
 
وإن صليت فابغ الأجر فيها وشفع بالصلاةعلى محمد
 

وإن رمت القبول بها يقينا فاختم بالصلاةعلى محمد
 

فلا صوم يصح ولا صلاة لمن ترك الصلاة على محمد
 

وفعلك كله عقباه خيرا إذا صليت فيه على محمد
 

وقم في الليل وادع الله وارغب لربك بالصلاةعلى محمد
 

وقل يا رب لا تقطع رجائي وكن لي بالصلاةعلى محمد
 

وكن لي عند خاتمتي فإني سألتك بالصلاةعلى محمد
 

فعجل بالمتاب على عبيد توسل بالصلاةعلى محمد
 

يخاف ذنوبه لكن ويرجو أمانا بالصلاةعلى محمد
 

فما تتضاعف الحسنات إلا بتكرير الصلاة على محمد
 

وإن أبصرت قوما ليس فيهم منيبا للصلاة على محمد
 

فجنب عنهم واطلب سواهم وذكر بالصلاةعلى محمد
 

فما الخيرات والبركات إلا جميعا بالصلاةعلى محمد
 

وخف مولاك في سر وجهر وصل على الشفيع لنا محمد
 

وإن كانت ذنوبك ليس تحصى تكفر بالصلاةعلى محمد
 

وإن جاء الممات ترى أمور تسرك بالصلاةعلى محمد
 

وعند القبر تظفر بالأماني وترحم بالصلاةعلى محمد
 

ولا تخش من الملكين رعبا إذا سألاك قل لهما محمد
 

رسول الله حقا اتبعنا وآمنا وصدقنا محمد
 

وفي لحد القبور لك اتساع وتلهم بالصلاةعلى محمد
 

وفي يوم القيامة سوف تجزى بما قدمت من ذكرى محمد
 

وفي يوم الحساب إذا بعثنا تؤمن بالصلاةعلى محمد
 

وتأتي الحوض تشرب منه كأسا فتروى بالصلاةعلى محمد
 

وتخطو في الصراط كلمح برق لحفظك للصلاة على محمد
 

وتدخل جنة لا موت فيها بما أسلفت من ذكرى محمد
 

فهذا كله من فضل ربي هدانا للصلاة على محمد
 

وتنعم بالنعيم وحور عين بدار جارنا فيها محمد
 

وتنظر وجه ربك ذي الجلال بذكرك للصلاة على محمد
 

فتحمده وتشكره كثيرا على فضل الصلاة على محمد
 

رسول أبطحي هاشمي شفيع المذنبين غدا محمد
 

سلام طيب أرج بهيج على المختار سيدنا محمد
 

أيا هادي الأنام ويا شفيع ويا خير البرية يا محمد
 

عسى منك القبول لحضرمي يخصك بالتحية يا محمد
________________

فضل عبادة الليل على عبادة النهار

عبادة الليل غالبًا ما يتوفرُ فيها الإخلاص؛ لأن العبدَ يقوم في ظلمات الليل لا يراه أحدٌ؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فضلُ صلاة الليل على صلاة النهارِ، كفضل صدقة السِّرِّ على صدقةِ العلانية))

عبادة الليل أشقُّ على النفس، والمجاهدةُ تكون فيها أكثر؛ ولذلك يكون الأجرُ فيها أعظمَ؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]

من يُكثر القيام في الليل، وكان من الرجال، يزوِّجه اللهُ من الحور العين؛ تعويضًا له عن ترك الفراش الوثير والزوجة الحسناء، والتعبُّد لرب الأرض والسماء.

صحة جسم القائم، وصفاء رُوحه، وبهاء وجهه، قيل للحسن البصري - رحمه الله -: لِمَ كان المتهجدونُ أحسنَ الناس وجوها؟ قال: لأنهم خلَوْا بربهم فأعطاهم من نورِه.

الفتوحات الربانية، والتوفيقات الإلهية، والإلهامات الجلية تتمُّ بفضل قيام الليل؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

قال سري السقطي: الفوائدُ ترِدُ في ظُلَم الليل

وكم من عالم استغلق على فهمه مسألةٌ، فقام يناجي ربَّه في جوف الليل، ففتَح الله عليه، ويسَّر له ما كان مستعسرًا من قبل

يمتع الله - تعالى - القائمينَ الليل برؤية وجهِه الكريم يوم القيامة، قال الحسنُ البصري - رحمه الله -: "لو علم العابدون أنهم لا يرونَ ربهم، لذابوا".

جميع الحقوق محفوظة لــ موقع المديح النبوي 2015 ©